مسجد باصونة بسوهاج تحفة معمارية تضئ سماء العالم الإسلامي | صور
في قلب قرية باصونة التابعة لمركز ومدينة المراغة شمالي محافظة سوهاج، يتربع مسجد باصونة كأحد أجمل المساجد على مستوى العالم، ليس فقط من حيث التصميم المعماري الفريد، بل لما يحمله من روحانيات مميزة وموقع وسط القرية، فمنذ اكتمال إنشائه عام 2019، بات المسجد قبلة للسياحة الداخلية والخارجية، محققًا إشادة واسعة في الأوساط المعمارية والدينية.
مساحة المسجد
تم بناء مسجد باصونة على مساحة 480 مترًا مربعًا، وقد ساهمت إحدى سيدات القرية في تحقيق هذا الإنجاز، حين تبرعت بجزء من منزلها — غرفة كاملة — بعد طلب من المصمم لتوسعة صحن المسجد وجعل تصميمه أكثر تناغمًا وجمالًا " تصميم المدخل المنكسر".
ويمتاز مسجد باصونة باستخدام الطوب العازل للصوت والحرارة، ما يضفي أجواء من السكينة والطمأنينة، ويُعد المحراب من أبرز عناصره، حيث صُمم ببلاطات من الرخام الأسود، وزُين بـ99 مكعبًا من الألباستر الشفاف المضئ، ونقشت عليها أسماء الله الحسنى، ليضفي على المكان نورًا وروحانية خاصة، وعند النظر من الباب الخلفي للمسجد في اتجاه المحراب، يشعر الزائر كأنه ينظر إلى الكعبة المشرفة، في إحساس روحاني عميق.
العمارة الإسلامية في تصميم المسجد
ويعكس سقف المسجد عبقرية معمارية فريدة؛ إذ يضم قبة رئيسية على شكل زهرة اللوتس بفتحة علوية، ترمز للاتصال الروحي مع الله سبحانه وتعالى، إضافة إلى 108 قبة صغيرة مصنوعة من الزجاج المزود بالنوافذ، ما يتيح دخول الضوء الطبيعي والتهوية الجيدة، ويحمل السقف أربعة أعمدة دائرية مصممة بعكس عقارب الساعة، في دلالة رمزية على الطواف، كما يضم صحن المسجد منفذًا واحدًا فقط يطل على المقابر الشرقية، ليبقى الموت حاضرًا في أذهان المصلين كتذكرة بالآخرة.
هذا التميز لتصميم المسجد لم يمر دون تقدير؛ فقد حصل المسجد على المركز السابع في مسابقة "عبد اللطيف الفوزان للعمارة الإسلامية"، وذلك من بين مئات المساجد المتنافسة، في أول مشاركة لمصر في هذه المسابقة الدولية، ويواصل المسجد الآن مسيرته العالمية بالمنافسة على جائزة "الأغا خان" في تركيا، وهي من أعرق الجوائز المعمارية في العالم.
من صمم المسجد؟
الجدير بالذكر أن المسجد من تصميم المهندس المصري وليد عرفة، ابن مركز المنشاة بمحافظة سوهاج، والذي استطاع أن يمزج بين الحداثة والأصالة بروح إبداعية فريدة، كما أن قرية باصونة، التي بات المسجد يحمل اسمها، هي مسقط رأس الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووزير الأوقاف الحالي.
ويظل مسجد باصونة تحفة معمارية وإنسانية تعكس عمق الحضارة الإسلامية وقدرتها على التعبير عن الجمال والإيمان في آن واحد، بجانب كونه بيت من بيوت الله.
