من قلب القمة السياسية .. قادة أوروبا يتحوّلون إلى أطفال بعيون الذكاء الاصطناعي

انطلقت قمة المجموعة السياسية الأوروبية بعرض فيديو مولّد بالذكاء الاصطناعي، يُجسّد كبار قادة القارة كأطفال صغار بملامحهم الأصلية، يمرحون ويتصرفون ببراءة مطلقة.
وسرعان ما تعالت الضحكات في القاعة، خاصة عند ظهور ماكرون وشولتس وغيرهم في لقطات تحاكي الطفولة، في لحظة كسرت رتابة السياسة وأضفت طيفًا من الدعابة غير المألوفة."
انطلاق قمة المجموعة السياسية الأوروبية
انطلقت الجمعة في العاصمة الألبانية تيرانا أعمال القمة السادسة للمجموعة السياسية الأوروبية، وسط مشاركة رفيعة المستوى من قادة وزعماء 47 دولة أوروبية، في لحظة حاسمة تمر بها القارة على المستويين السياسي والأمني، وذلك تحت شعار: «من أجل أوروبا جديدة في عالم جديد: الوحدة والتعاون والعمل المشترك».
وتضم المجموعة السياسية الأوروبية، التي أُطلقت في عام 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، 47 دولة أوروبية، باستثناء روسيا وبيلاروسيا على خلفية الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير 2022.
كما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ودعا الدول الأوروبية إلى حشد كل الموارد المتوفرة لضمان وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة الفلسطيني.
وقال أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الجلسة العامة للقمة السادسة لـ"المجموعة السياسية الأوروبية" "ننتظر من أوروبا أن تظهر الحماسة والاهتمام اللازمين لتحقيق وقف إطلاق نار في غزة".
وتابع: "علينا حشد كل مواردنا لضمان وقف إطلاق نار دائم وإيصال المساعدات الإنسانية وجعل غزة قابلة للحياة مرة أخرى".
وأشار إلى أنه "يُقتل يوميا في غزة العشرات من الأبرياء، غالبيتهم من الأطفال والنساء". مشددا على أنه "آن الأوان لأن نقول بوضوح: توقفوا، كفى. إن السياسات المتشددة والعدوانية والمتغطرسة التي يتبناها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تُعرّض غزة وأمن المنطقة بأسرها وسكانها من مختلف الديانات للخطر".
كما أعرب الرئيس التركي عن أمله في أن تُظهر أوروبا قدرا أكبر من الحماس والمسؤولية لدعم الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة.
مشاركة رفيعة وسط أزمة إقليمية
وتوقعت أوساط الرئاسة الأوروبية مشاركة عالية المستوى في القمة، بالنظر إلى التوترات الإقليمية المتزايدة، وخصوصًا ما وصفه رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، في رسالة الدعوة، بـ"الصورة القاتمة" للوضع الأوروبي الراهن، مشددًا على ضرورة تعزيز الوحدة والعمل المشترك في وجه التحديات.
ورغم وتيرة انعقاد القمم المنتظمة، لا تُعد المجموعة منظمة رسمية تقليدية، بل هي أقرب إلى منصة مرنة للحوار السياسي والتنسيق بين الدول الأوروبية، وتضم دولًا تمثل أكثر من 600 مليون مواطن.
تشكل الحرب الروسية على أوكرانيا المحور الأساسي للنقاشات، كما في القمم السابقة، إلا أن ملفات أخرى باتت تفرض نفسها على الطاولة، من بينها النزاعات الإقليمية المتكررة بين عدد من الدول الأعضاء، مثل التوتر بين أرمينيا وأذربيجان، والنزاع المستمر بين كوسوفو وصربيا، والخلافات الثنائية بين بلغاريا وجمهورية شمال مقدونيا.