عاجل

خبراء ومسؤولون: لا وباء في الدواجن ونسبة النفوق طبيعية

مزرعة دواجن
مزرعة دواجن

وسط أنباء متداولة عن نفوق جماعي في مزارع الدواجن بمصر، وادعاءات بوجود مرض غامض أدى إلى خسائر فادحة، خرجت الجهات الرسمية لتفند هذه المزاعم وتكشف عن حقيقة الأوضاع في قطاع الدواجن.

 وفي تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أكد مسؤولون من وزارة الزراعة واتحاد الغرف التجارية أن الأرقام المتداولة مبالغ فيها، ولا تستند إلى بيانات موثقة، مشيرين إلى استقرار السوق وثبات أسعار المدخلات، وتزايد الاستثمارات، مما يدحض الحديث عن أي أزمة وبائية تهدد صناعة الدواجن في البلاد.

غير منطقي

ونفى سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن باتحاد الغرف التجارية، دقة الأرقام المتداولة بشأن نفوق 30% من الدواجن، مؤكدًا أن الرقم غير منطقي ولا يعكس الواقع.

وقال السيد: "نحن ننتج حوالي 4 ملايين طائر يوميًا، وبالتالي الحديث عن نفوق 30% يعني فقدان ما يزيد عن مليون طائر يوميًا، وهو رقم مبالغ فيه للغاية ولا تدعمه أي بيانات موثقة".

طلب المستهلكين

أشار رئيس شعبة الدواجن، في تصريح خاص لـ«نيوز رووم»، إلى أن موسم عيد الأضحى يشهد عادة تحولًا في طلب المستهلكين من الدواجن إلى اللحوم الحمراء، ما ينفي أي مبرر لارتفاع أسعار الدواجن نتيجة الشائعات حول النفوق.

استقرار السوق

وأكد "السيد" أن مدخلات الإنتاج تشهد حالة من الثبات، ولا توجد أزمات حقيقية في الأعلاف أو الأدوية البيطرية، مشيرًا إلى أن المستوردين يواصلون نشاطهم دون عراقيل، مما يعزز من استقرار السوق.

ومن جانبه، قال الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة، إن صناعة الدواجن في مصر تشهد حالة من الاستقرار والثبات، وهو ما انعكس بشكل واضح على استقرار الأسعار، بل وتراجع أسعار الكتكوت خلال الفترة الأخيرة، نافياً وجود أي مشكلات وبائية تؤثر على الإنتاج المحلي.

لا أزمة وبائية 

وأوضح "سليمان"، في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، أن الحديث عن وجود وباء في صناعة الدواجن لا يمت للواقع بصلة، مشيرًا إلى أن الدول المتقدمة اقتصاديًا لا يمكن أن تستورد دواجن من مصر إذا كان هناك أي مؤشرات على وجود مرض وبائي، حتى ولو بنسبة بسيطة، قائلاً "لو كان في وباء زي ما بيتقال، مفيش دولة برة كانت هتطلب دواجن من عندنا".

لم يتجاوز 5% 

وشدد رئيس قطاع الثروة الحيوانية والداجنة على أن نسبة النفوق في الدواجن لا تتجاوز 4 إلى 5% فقط، وهو المعدل الطبيعي المعترف به دوليًا، مؤكدًا أن الحديث عن نسبة نفوق تصل إلى 30% مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة.

وتابع: "لدينا لجان ترصد الحالة الصحية بشكل يومي، ولا توجد مؤشرات تدعم هذه المزاعم".

شائعات لرفع الأسعار

وأشار سليمان إلى أن الهدف من نشر مثل هذه الأخبار المغلوطة قد يكون التأثير على السوق ورفع الأسعار بشكل مفتعل، لافتًا إلى أن السوق يشهد حاليًا أعلى درجات من الإنتاجية، ما يؤكد عدم وجود أي معوقات صحية أو فنية، وأكد أن الاستثمار في قطاع الدواجن يتزايد، وهو ما لا يمكن أن يحدث في ظل وجود وباء حقيقي.

وفي السياق نفسه، نفى الدكتور حامد الأقنص، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للخدمات البيطرية صحة الأنباء المتداولة بشأن نفوق نحو 30% من الدواجن في مصر، مؤكدًا أن تلك المزاعم غير دقيقة ولا تستند إلى تقارير رسمية أو بيانات ميدانية.

وأوضح "الأقنص" في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أنه لم ترد إلى الهيئة أي مؤشرات تؤكد وجود حالات نفوق بهذا الحجم، مضيفًا: "كنت مدير مديرية الطب البيطري في الإسماعيلية، ولم يتم رصد مثل هذه الوقائع، ولم تُسجل لدينا حالات نفوق  جماعي بهذا الشكل كما يُشاع".

آلية رصد الوباء

وأشار رئيس الهيئة، إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تعمل وفق نظام تقصي وبائي دقيق حيث يتم إرسال فرق بيطرية ميدانية إلى المزارع لجمع العينات وتحليلها في المعامل المركزية التابعة للوزارة، قائلاً: "لو كانت هناك حالات نفوق ناتجة عن مرض وبائي، لكانت معاملنا المركزية أعلنت ذلك رسميًا، لكن هذا لم يحدث".

أسباب بديلة 

ورجّح "الأقنص"، في حال وجود نفوق في بعض المزارع، أن تكون أسبابه غير متعلقة بأمراض وبائية أو تحصينات فاسدة، بل بعوامل بيئية وإدارية داخل المزارع نفسها، مثل:

  • الرطوبة العالية داخل الحظائر
  • تغيرات حادة في درجات الحرارة
  • سوء إدارة التغذية
  • احتواء العلف على سموم فطرية مرتفعة

وأكد في ختام تصريحاته، أن "السبب لا يعود إلى فيروس جديد أو تحصين غير فعَال، بل إلى مشكلات تشغيلية وإدارية في بعض المزارع".


 

تم نسخ الرابط