عاجل

ثلاجتك ليست آمنة: أخطاء يومية تحوّلها إلى مرتع للبكتيريا القاتلة

ثلاجتك ليست آمنة
ثلاجتك ليست آمنة كما تظن

في منازلنا، نلجأ إلى الثلاجة كخط الدفاع الأول لحفظ الطعام من التلف والتلوث، ونثق أنها ستحمي وجباتنا من خطر البكتيريا والعفن. لكنها في الواقع، قد تكون بيئة خصبة لنمو كائنات دقيقة ضارة، إذا لم تُستخدم بالشكل الصحيح. تقرير علمي حديث نشره موقع Science Alert دق ناقوس الخطر، كاشفًا عن حجم الأخطاء الشائعة في التعامل مع الثلاجات المنزلية، والتي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة، بل وربما مميتة في بعض الحالات.

الحرارة: عدو خفي في مطبخك

أبرز ما يثير القلق، بحسب الباحثين، هو أن درجة الحرارة داخل غالبية الثلاجات المنزلية أعلى من المعدل الموصى به عالميًا. فبينما توصي الجهات الصحية بأن تبقى درجة الحرارة بين 0 و5 درجات مئوية (32–41 فهرنهايت)، وجد الباحثون أن المتوسط الفعلي في البيوت يتجاوز 5.3 درجات مئوية. وفي بعض الحالات، تصل الحرارة داخل الثلاجة إلى 15 درجة مئوية، أي ما يشبه غرفة بدرجة حرارة معتدلة أكثر منها مكانًا للتبريد.

هذه الزيادة الخطيرة في الحرارة تُعد بيئة مثالية لنمو أنواع متعددة من البكتيريا، مثل السالمونيلا والإيشيريشيا كولاي، التي تتكاثر بسرعة في درجات الحرارة المتوسطة، ما يهدد سلامة الطعام ويزيد من خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.

الباب.. مصدر آخر للخطر

لا يتوقف الخطر عند درجة الحرارة المرتفعة، بل يمتد ليشمل التقلبات المستمرة في الحرارة بسبب فتح باب الثلاجة بشكل متكرر. فكلما فتح الباب، اندفع الهواء الدافئ إلى الداخل، ما يؤدي إلى تغير مفاجئ في درجة الحرارة، خاصة إذا تُرك الباب مفتوحًا لفترة طويلة.

تؤكد الدراسات أن ارتفاع الحرارة داخل الثلاجة بمقدار درجتين فقط كفيل بتقليل مدة صلاحية الأطعمة الطازجة بنسبة تصل إلى 25%. وهذا أمر بالغ الخطورة، خاصة في البيوت التي تحتوي على أطفال، أو كبار السن، أو نساء حوامل، ممن تكون مناعتهم أضعف وأكثر عرضة للمضاعفات.

الليستيريا.. بكتيريا تتحدى البرودة

ليست كل البكتيريا تحتاج إلى الدفء لتنمو. فبكتيريا الليستيريا مونوسيتوجينز تشكل تحديًا خاصًا، لأنها تتكاثر حتى في درجات حرارة منخفضة. وتوجد هذه البكتيريا في منتجات مثل الأجبان الطرية، اللحوم المصنعة، السلطات الجاهزة، والمأكولات البحرية.

وتُعد الليستيريا من أخطر أنواع البكتيريا، إذ يمكن أن تسبب الإجهاض، والولادة المبكرة، وعدوى الدم، والتهاب السحايا. وقد سجلت بعض الدول حالات وفاة بسبب تناول طعام ملوث بهذه البكتيريا رغم تخزينه داخل الثلاجة.

أخطاء سلوكية متكررة داخل الثلاجات

من بين الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس دون وعي:

  • تكديس الثلاجة بالكامل، ما يمنع دوران الهواء البارد بشكل متوازن.
  • تخزين اللحوم النيئة في الرفوف العلوية، مما يسمح بتسرب السوائل على الأطعمة الجاهزة.
  • ترك الطعام لفترات طويلة معتمدين على "رائحة الطعام" كدليل على صلاحيته، رغم أن الكثير من البكتيريا لا تصدر روائح أو علامات واضحة.
  • تجاهل تنظيف الحواف المطاطية للأبواب، والتي تعتبر بيئة مثالية لتكاثر العفن والبكتيريا.


توصيات علمية للحفاظ على سلامة الطعام

لحسن الحظ، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للحفاظ على ثلاجة نظيفة وآمنة:

 أولًا: التنظيم الذكي للثلاجة

  • ضع اللحوم والأسماك النيئة في الرف السفلي داخل أوعية محكمة الغلق.
  • احتفظ بالأطعمة الجاهزة في الرفوف العليا بعيدًا عن احتمال التلوث.
  • اترك مساحة لتدوير الهواء، ولا تملأ الثلاجة بأكثر من 75% من طاقتها.

ثانيًا: مراقبة درجة الحرارة بدقة

  • استخدم موازين حرارة صغيرة في أماكن متفرقة داخل الثلاجة، وتحقق منها دوريًا.
  • إذا كانت درجة الحرارة تتجاوز 5 درجات، قم بتعديل الإعدادات فورًا.

ثالثًا: النظافة المنتظمة

  • نظف الثلاجة بالكامل مرة كل أسبوعين باستخدام الماء والخل أو مطهر آمن للطعام.
  • لا تنس تنظيف الإطار المطاطي والفتحات الداخلية.

رابعًا: تغيير العادات اليومية

  • قلل من عدد مرات فتح الباب.
  • لا تترك باب الثلاجة مفتوحًا أثناء ترتيب المشتريات أو الطهي.
  • تجنب تخزين أطعمة لا تحتاج إلى تبريد، مثل البطاطس، البصل، العسل، وبعض الفواكه.

خامسًا: اتبع إرشادات سلامة الغذاء

  • افصل بين الأطعمة النيئة والمطبوخة.
  • لا تحتفظ بالطعام المطبوخ لأكثر من 3-4 أيام.
  • اغسل يديك جيدًا قبل وبعد التعامل مع الطعام.
  • اتبع تعليمات الطهي الدقيقة خاصة في الأطعمة المجمدة.

ما لا تعرفه قد يضرك

الثلاجة ليست مجرد صندوق بارد. إنها جهاز يحتاج إلى عناية وتنظيم ومعرفة بكيفية عمله. استخدامك الواعي للثلاجة، وفهمك لأسس السلامة الغذائية، قد يشكل فارقًا بين صحة جيدة وخطر جسيم على عائلتك. لا تستهين بالتفاصيل الصغيرة، فالبكتيريا لا ترى بالعين، ولكن آثارها قد تكون مرئية على حياتنا.

تم نسخ الرابط