عاجل

عودة التعاطف الدولي مع إسرائيل.. فرصة مؤقتة أم تحول استراتيجي؟

 ترامب ونتنياهو
ترامب ونتنياهو

لم يكن المشهد المروع لإعادة جثامين أطفال عائلة بيباس ووالدتهم شيري، وسط أجواء من الغضب، الألم، والذهول، صادمًا في إسرائيل وحدها، بل أثار مشاعر مماثلة في أماكن أخرى حول العالم. وفقا لتقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية.

ترامب يعلّق على التطورات

كان مشهد إعادة جثث الأطفال على أنغام الموسيقى أمرًا لا يُصدَّق. وعلّق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمس السبت قائلاً: "بيبي هو من سيقرر إن كان سيستمر في الصفقة أو يعود إلى الحرب، لست أنا من يحدد له ما يفعله".

كما نقل ترامب للعالم، وخاصة لمن كان يجب أن يستوعب الرسالة ويشعر بالضغط، انفعالات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وإن لم تكن الرسالة الأولى كافية، فقد أوضح:

نتنياهو غاضب جدًا، وكان سيكون من الغريب لو لم يكن كذلك. إنه مستاء للغاية مما حدث يوم الخميس. قد لا يكون ترامب على دراية بالتعبير الإسرائيلي "صاحب البيت جُنّ، لكن من الواضح أنه كان يقصد ذلك حين وصف "بيبي الغاضب". من الصعب تخيل شرعية أكبر من هذه.

دعم أمريكي غير محدود لإسرائيل

إذا كانت إسرائيل تدرس اتخاذ خطوات جذرية – سواء بفرض شروط إضافية أو حتى شنّ حرب واسعة في وقت قصير – فقد تلقت بالفعل دعمًا أمريكيًا واضحًا.

عودة التعاطف الدولي مع إسرائيل

قد يبدو هذا النهج قاسيًا، لكنه واقع لا يمكن إنكاره – وإسرائيل تدرك ذلك جيدًا. المأساة المروعة المتمثلة في اختطاف وقتل طفل، رضيع، ووالدتهم، أعادت لإسرائيل التعاطف الدولي الذي حظيت به عقب السابع من أكتوبر.

لكن هذه النافذة من التعاطف والشرعية ستكون قصيرة ومحدودة هذه المرة، فالعالم سريع النسيان. في غضون أيام قليلة، سيتجاوز الغرب هذه الأزمة وينتقل إلى قضية أخرى. وإذا كان نتنياهو وقادة المؤسسة الأمنية مترددين قبل هذا الأسبوع حول كيفية تحسين الوضع وإنقاذ مزيد من الرهائن – سواء قبل المرحلة الثانية من الصفقة أو حتى دونها – فإن الواقع القاسي قد قدم لهم إجابات واضحة.

إسرائيل تضع استراتيجية جديدة

هذا ما جرى بحثه خلال الاجتماع الذي دعا إليه بنيامين نتنياهو مساء أمس السبت، بعد حوالي ساعة من انتهاء السبت. ومن المحتمل أن يكون هذا هو التوجه الاستراتيجي الذي ستتبناه إسرائيل على المدى القصير، قدر الإمكان.

استغلال الفرص وإنقاذ المزيد من الأرواح

الهدف الأساسي هو إنقاذ أكبر عدد ممكن، واستغلال كل الفرص المتاحة. كانت هذه الخطة مطروحة منذ البداية، لكن مأساة عائلة بيباس عززت الشعور بالحاجة إلى التحرك، حيث كان صانعو القرار يعانون من الشك وعدم اليقين.

تحويل الكارثة إلى فرصة، وتوجيه الغضب والألم نحو إنقاذ المزيد من الأرواح – هذا يجب أن يكون الهدف الاستراتيجي. أما التفاصيل التكتيكية حول كيفية تحقيقه، فقد نوقشت بالأمس ومن المرجح أن تستمر اليوم.

الخيارات المطروحة أمام إسرائيل

تشمل الخيارات قيد الدراسة تأخير الإفراج عن الأسرى، تقليص أو وقف المساعدات الإنسانية، وعدم الانسحاب من ممر فيلادلفيا (رغم أن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل بعد 42 يومًا من الصفقة). جميع هذه السيناريوهات مطروحة، وليس فقط ما سبق ذكره.

ضرورة اتخاذ قرارات سريعة

الأمر الحاسم هو اتخاذ قرارات قبل أن تُغلق نافذة الفرصة الفريدة هذه. فقد حصلت إسرائيل على شرعية للمناورة الاستراتيجية، لكنها لم تحصل عليها إلى الأبد.

تم نسخ الرابط