طالبة مصرية في ليبيا: "الجامعة لم تكن في الحسبان.. نفكر فقط في النجاة"|خاص

في ظل التوترات الأمنية المتواصلة في ليبيا، أطلق عدد من الطلاب المصريين نداءات عاجلة للعودة إلى مصر، مؤكدين أن الأوضاع الحالية لم تعد مناسبة للدراسة أو المعيشة، وأن الخطر يلاحقهم يوميا، حتى بعد تراجع حدة الاشتباكات.
وقالت إيمان عون، طالبة بجامعة أفريقيا لـ "نيوز رووم"، إنهم خلال فترات القصف الأخيرة لم يكونوا يفكرون سوى في العودة إلى الوطن، وأشارت إلى أن "الجامعة لم تكن في الحسبان، كلنا نفكر فقط في النجاة"، ورغم الهدوء النسبي الذي أعقب الاشتباكات، فإن حالة القلق لا تزال تسيطر عليهم، وسط أنباء عن استمرار التوتر ووجود عدة معسكرات لا تزال تسعى للسيطرة على مناطق متنازع عليها.
وأكدت الطالبة أن مظاهرات خرجت مؤخرًا في أكثر من موقع داخل طرابلس، وأن هناك مناطق لا تزال مستهدفة، ما يشير إلى أن الصراع لم يحسم بعد.
وفي ظل استمرار هذا الغموض، عبرت "إيمان" عن رغبتها الواضحة في استكمال دراستها داخل مصر، وأكدت أن "تحويلهم إلى الجامعات المصرية سيكون الحل الوحيد الذي يدفعهم للعودة فورا، ودون استثناء"، وأضافت: "نحن ننتظر قرارا رسميا بالتحويل، لأنه لا أحد سيغادر الآن طالما الجامعة أعادت فتح أبوابها".
وحول أوضاعهم النفسية، قالت إنهم يعانون من توتر مستمر، وعدم قدرة على التركيز أو المذاكرة، حتى إن أصوات الحياة اليومية العادية باتت تثير فيهم الذعر، نتيجة لما عاشوه خلال الأيام الماضية، وأضافت: "ما حدش كان بيعرف ينام.. وكلنا مرعوبين من كتر الأصوات الوحشة اللي سمعناها".
كما تحدثت عن الانفلات الأمني الخطير الذي شهدته طرابلس في الأيام الأولى من الاشتباكات، حيث وقعت حوادث سرقة غير مسبوقة، ووردت أنباء عن فرار سجناء من بعض المؤسسات العقابية، وقالت "عون" إن "عددا كبيرا من الليبيين المقيمين في محيطهم تركوا منازلهم وغادروا طرابلس بالكامل، ما يعكس حجم القلق الذي يعيشه الجميع".
وأكدت أن الخارجية المصرية لم تحدد أي موعد رسمي لعودتهم أو إصدار قرارات واضحة بشأن التحويل حتى الآن، وأضافت أن بعض مسئولي التواصل يطمئنوهم بأن "الأمور ستتحسن"، دون أي خطوات ملموسة.
وختمت إيمان حديثه بالقول: "إذا كنتم تستطيعون فعل شيء، نرجو أن تساعدونا في العودة إلى مصر لإكمال دراستنا في أمان.. فالوضع هنا لا يُحتمل نفسيًا ولا أمنيًا".