جامعة الأزهر: تحويل القبلة اختبار تاريخي يعزز وحدة المسلمين وهويتهم الدينية

أكدت الدكتورة الروحية مصطفى، أستاذة الفقه بـ جامعة الأزهر، أن القبلة ليست مجرد اتجاه يتوجه إليه المسلمون في صلاتهم، بل هي رمز يجسد وحدة الأمة الإسلامية، حيث توحد قلوب المسلمين في طاعة الله، بغض النظر عن اختلافاتهم العرقية والجغرافية.
وأوضحت أن التوجه نحو الكعبة المشرفة يعزز الخشوع في الصلاة، ويجدد النية، مما يجعلها أكثر من مجرد اتجاه جغرافي، بل رابطة روحية تجمع المسلمين حول العالم.
تحول القبلة.. حدث تاريخي يحمل دروسًا عميقة
وأضافت أستاذة الفقه خلال الملتقى الأسبوعي الذي ينظمه الجامع الأزهر ضمن برامجه الموجهة للمرأة، أن تحول القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة لم يكن مجرد تغيير مكاني، بل كان امتحانًا إيمانيًا كشف صدق إيمان المسلمين، واختبارًا لموقف المشركين واليهود، كما أنه عزز الهوية الإسلامية المستقلة، مشيرة إلى أن هذا التحول يعكس أهمية الطاعة والامتثال لأوامر الله، كما يؤكد أن الإسلام دين قائم على الحكمة والتدرج في التشريع.
وأكدت أن أهمية القبلة لم تقتصر على البعد الروحي، فقط، بل امتدت لتشمل الأبعاد العلمية والجغرافية، إذ ساهمت في تطور علوم مثل الفلك والجغرافيا، نظرًا لأهمية تحديد اتجاهها بدقة، ما انعكس على تخطيط المدن وبناء المساجد في مختلف أرجاء العالم الإسلامي، فيما أشارت الدكتورة الروحية مصطفى إلى أن القبلة شكلت مصدر إلهام للعلماء، ما أدى إلى تطوير أدوات القياس والخرائط الجغرافية.
من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة عبد المجيد، أستاذة البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، أن تحويل القبلة كان نقطة تحول بارزة في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث جمع الله المسلمين في دين واحد وقبلة واحدة ورسول واحد، مما عزز مفهوم الوحدة والتلاحم، حيث أشارت إلى أن هذا التحول لم يكن مجرد حدث ديني، بل كان حدثًا فارقًا في تاريخ الأمة الإسلامية.
وأوضحت أستاذة البلاغة والنقد أن حادث تحويل القبلة يحمل العديد من الدروس، أهمها، توضيح مكانة المسجد الأقصى والبيت الحرام، بالإضافة إلى تسليط الضوء على التربية الإيمانية لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد أظهر هذا الحدث تسليمهم المطلق لتوجيهات رب العالمين، مما يعكس عمق إيمانهم ووحدتهم في طاعة الله، ولقد ساهم هذا الحدث في تميز الصف المسلم، وكشف عن سرائر الحاقدين والمُرجفين.
القبلة.. رمز خالد لوحدة المسلمين
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن القبلة ستظل رمزًا خالدًا لوحدة المسلمين، وتُعبر عن قيم التلاحم والتعاون بين الأفراد، مما يُعزز من روح الأخوة والانتماء في قلوبهم في عالم مليء بالتحديات، كما أكدت أن تحويل القبلة ستظل نقطة التقاء المسلمين في عبادة إله واحد، مما يُعزز من وحدة الأمة الإسلامية في كل زمان ومكان.