إيموجي بريء أم سخرية خفية؟.. الوجه المبتسم يثير الجدل بين الأجيال
تحوّلت الرموز التعبيرية ( إيموجي ) إلى لغة عالمية يستخدمها الملايين يوميًا للتعبير عن مشاعرهم في الرسائل ومنشورات التواصل الاجتماعي. لكن مع هذا الانتشار الكبير، بدأت بعض هذه الرموز تفقد معناها الأصلي، بل وتكتسب معاني جديدة قد تُفهم بطريقة مختلفة كليًا حسب عمر المستخدم وخلفيته الثقافية.
إيموجي الابتسامة يتسبب في مشكلة
الوجه المبتسم، ذلك الرمز الأصفر البسيط المسمى إيموجي الابتسامة الذي لطالما اعتُبر مرادفًا للفرح أو الود، أصبح مثار جدل بين الأجيال. فبينما يستخدمه الكثيرون، خصوصًا من جيل الألفية وما قبلهم للتعبير عن السعادة أو المجاملة، يرى فيه جيل الشباب (المعروف بجيل Z) إشارة ضمنية للتهكم أو حتى السخرية.
هذا التحول الغريب في تفسير إيموجي الوجه المبتسم لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج تطور الطريقة التي يتواصل بها الشباب عبر الإنترنت. فبحسب تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن الجيل الجديد يعيد تعريف معاني الرموز التعبيرية بناءً على السياق والتفاعل الاجتماعي، وليس فقط الشكل الظاهري.
وأكدت هذه الفكرة الكاتبة والمتخصصة في لغة التواصل الرقمي إيريكا داوان، صاحبة كتاب "لغة الجسد الرقمية"، إذ أوضحت أن الأفراد فوق سن الثلاثين غالبًا ما يستخدمون الإيموجي بالطريقة "التقليدية"، أي حسب المعنى الظاهر، بينما الجيل الأصغر يمنح الرموز طبقات متعددة من التفسير، تتأثر بالسياق والعلاقات وحتى المنصات المستخدمة.
ومن الأمثلة الواقعية التي تعكس هذا الفارق، ما ذكرته متدربة تُدعى حفيظة بيشي (21 عامًا) لصحيفة وول ستريت جورنال، حيث قالت إنها كانت تشعر بعدم الارتياح عندما يستخدم زملاؤها الأكبر سنًا إيموجي مبتسمًا في الرسائل، إذ تراه رمزًا للتهكم. وأضافت: "كان عليَّ أن أذكر نفسي بأنهم أكبر سنًا، لأنني أستخدم هذا الإيموجي بطريقة ساخرة".
هذا التباين في فهم إيموجي الابتسامة قد يؤدي إلى مواقف محرجة أو سوء تفاهم، خاصة في بيئة العمل أو في المراسلات الرسمية بين الأجيال. ومع اعتماد كثير من الشركات والمؤسسات على التواصل الرقمي، تصبح معرفة هذه الفروقات أمرًا مهمًا لتجنّب الرسائل المربكة.
في النهاية، قد يبدو وجه إيموجي الابتسامة بسيط بريئًا من حيث الشكل، لكنه قد يحمل رسالة مختلفة تمامًا لمتلقيه. لذا، في زمن التواصل السريع والإيموجي المتجددة، من الحكمة أن ننتبه لاختلاف تفسيرات الرموز بين الأجيال، ونفكر مرتين قبل الضغط على زر الإرسال.
