مسؤول فى البيت الأبيض يؤكد: لقاء بوتين وترامب بات وشيكا

أكد سيباستيان جوركا، مساعد في البيت الأبيض ونائب مساعد الرئيس الأمريكي ومدير أول لمكافحة الإرهاب، أن لقاءً مرتقبًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بات "وشيكًا". 

وفي تصريحات أدلى بها خلال مشاركته في قمة أمنية، ونقلها موقع "بوليتيكو"، شدد دوركا، الحليف المقرب من ترامب، على أن "التوقيت هو أساس الصفقات"، مؤكدًا أن الرئيس سيكون مستعدًا للاجتماع مع بوتين "عندما يحين الوقت المناسب". 

وأضاف جوركا أن هذه اللحظة "وشيكة"، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل حول التوقيت أو طبيعة اللقاء المنتظر.

البيت الأبيض: اجتماع بوتين ودونالد ترامب

تأتي هذه التصريحات في وقت حرج تشهده الساحة الدولية، مع انطلاق جولة دبلوماسية جديدة تستضيفها تركيا في محاولة لإحياء محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، والتي تُعد الأولى من نوعها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

ومن المنتظر أن تستضيف إسطنبول هذه المحادثات، والتي أكدت مصادر من وزارة الخارجية التركية أنها ستُعقد "بأشكال مختلفة". وستشمل الاجتماعات المرتقبة صيغًا ثلاثية بين أوكرانيا وروسيا وتركيا، إلى جانب احتمال إجراء مناقشات منفصلة تضم الولايات المتحدة. 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "التلجراف" البريطانية، فإن الاجتماعات الثلاثية قد تتبعها مفاوضات موسعة على نطاق أوسع، إلا أن عقد اجتماع رباعي الأطراف لا يزال قيد الدراسة ولم يتم تأكيده رسميًا بعد.

ورغم الجهود المبذولة، تُقابل هذه المفاوضات بقدر كبير من التشكيك، إذ أشار وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في تصريحات أدلى بها الخميس، إلى أن واشنطن "لا تتوقع الكثير" من هذه المحادثات، ما يعكس ضعف الآمال الدولية في تحقيق اختراق حقيقي نحو إنهاء الصراع.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن عن إرساله وفدًا رفيع المستوى بقيادة وزير الدفاع رستم عمروف لتمثيل أوكرانيا في المحادثات. ولفت إلى أن الجانب الروسي أوفد وفدًا من "الدرجة الثانية"، معتبرًا ذلك مؤشرًا على قلة جدية موسكو في التعامل مع ملف السلام. 

وقد أعرب زيلينسكي عن خيبة أمله لرفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعوة وجّهها إليه للاجتماع المباشر في تركيا، وهو ما رآه تقويضًا لفرص تحقيق تقدم ملموس.

ورأى ترامب أن أي تقدم فعلي في مسار السلام لن يكون ممكنًا دون عقد لقاء مباشر بينه وبين بوتين. وهو موقف أيّده وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي جدد تأكيده على انخفاض التوقعات حيال نتائج محادثات إسطنبول.

وفي مؤتمر صحفي عقده زيلينسكي في العاصمة التركية أنقرة يوم الخميس، أعرب عن استيائه من تمثيل الجانب الروسي، واعتبر أن موسكو لا تُبدي أي اهتمام حقيقي بإنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يعود إلى غياب الضغوط السياسية والاقتصادية الكافية على روسيا. 

وجدد الرئيس الأوكراني دعوته إلى فرض "عقوبات مناسبة" على موسكو، مؤكدًا أن روسيا تواصل إرسال "دعائم بديلة" بدلًا من اتخاذ خطوات حقيقية نحو الحل، وحث بوتين على إثبات قيادته ومقابلته وجهًا لوجه.

يرأس الوفد الروسي في هذه الجولة من المحادثات فلاديمير ميدينسكي، الذي سبق أن قاد مفاوضات عام 2022 نيابةً عن بلاده، في مؤشر إلى استمرار روسيا في الاعتماد على ذات الأسماء في مساعيها الدبلوماسية، رغم الانتقادات الأوكرانية المتكررة لعدم الجدية والتمثيل غير المناسب.