السعودية تُدين استهداف إسرائيل للمدنيين في غزة والهجوم على المستشفى الأوروبي

أدانت المملكة العربية السعودية، أمس الخميس، "التصعيد العسكري الإسرائيلي المستمر ضد المدنيين العزل" في غزة، بما في ذلك الهجوم المميت على المستشفى الأوروبي في خان يونس، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية السعودية.
جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية
وجددت المملكة "رفضها القاطع لاستمرار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية"، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف البيان: "تُحمّل المملكة قوات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن انتهاكاتها المستمرة لجميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية".
القتل المستمر
وقُتل ما لا يقل عن 28 شخصًا في غارات إسرائيلية في محيط المستشفى الأوروبي في مدينة خان يونس جنوب غزة، وفقًا لجهاز الدفاع المدني في غزة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي إنه أصاب "مركز قيادة وسيطرة" تابعًا لحماس.
ويوم الأربعاء، قال شهود عيان ومسعفون إن غارة جوية إسرائيلية أصابت جرافة اقتربت من منطقة الهجوم على المستشفى الأوروبي، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص.
المستشفى الأوروبي بغزة
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الخميس، أن المستشفى الأوروبي بغزة، أحد أكبر المرافق الطبية في القطاع، خرج عن الخدمة بشكل كامل من جراء أضرار جسيمة لحقت به نتيجة الاستهدافات العسكرية المتكررة خلال التصعيد الأخير.
وأفادت الوزارة في بيان أن "القصف ألحق أضرارا بالغة بالبنية التحتية للمستشفى، شملت خطوط الصرف الصحي والأقسام الداخلية والطرق المؤدية إليه، مما جعل استمرار تقديم الرعاية الطبية أمرا مستحيلا".
وأضافت أن الطواقم الطبية والمرضى باتوا في خطر مباشر، مما اضطر العاملين إلى إخلاء المستشفى وتعليق العمل فيه.
وجاءت هذه التطورات في وقت أعلنت فيه إسرائيل أن الاستهداف جاء في إطار عملية أمنية استهدفت قياديين في حركة حماس، مشيرة إلى محاولة تصفية محمد السنوار، شقيق يحيى السنوار، قائد الحركة في غزة.
ويعد المستشفى الأوروبي مركزًا طبيًا رئيسيًا يقدم خدمات تخصصية في جراحة الأعصاب والصدر، والقلب والأوعية الدموية، والعيون، والقسطرة، فضلًا عن كونه المؤسسة الوحيدة المتبقية التي تتابع حالات مرضى السرطان في القطاع، بعد تدمير مستشفى الصداقة التركي في وقت سابق.
وبحسب وزارة الصحة في القطاع، فإن خروجه عن الخدمة يحرم مئات المرضى من الرعاية، ويهدد حياة العشرات ممن يحتاجون إلى علاج طارئ أو مستمر.
ويضم المستشفى 260 سريرًا للمبيت، و28 سريرًا للعناية المركزة، و12 حضانة أطفال، و25 سريرًا للطوارئ، و60 سريرًا مخصصا لمرضى الأورام، جميعها أصبحت خارج الخدمة، بحسب الوزارة.
اتفاقيات جنيف
وتنص اتفاقيات جنيف على الحماية الصارمة للمستشفيات والعاملين في القطاع الصحي خلال النزاعات المسلحة، وتعد أي استهداف متعمد للمنشآت الطبية انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.
وتؤكد منظمات دولية، من بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، أن الهجمات على المرافق الصحية تترك تداعيات كارثية على السكان المدنيين، خاصة في مناطق تعاني أصلًا من تدهور البنية التحتية الطبية.
ويواجه قطاع غزة أزمة صحية متفاقمة في ظل الحصار المستمر والقيود على إدخال المعدات الطبية والأدوية، مما يجعل فقدان أي مرفق طبي عبئا إضافيا على منظومة طبية تعمل فوق طاقتها.