عاجل

باكستان والهند تتفقان على تمديد وقف إطلاق النار في خطوة نحو التهدئة

هدنة الهند وباكستان
هدنة الهند وباكستان

في تطور لافت على الساحة الإقليمية في جنوب آسيا، أعلنت باكستان والهند عن التوصل إلى اتفاق يقضي بتمديد وقف إطلاق النار القائم بين الجانبين، وذلك في إطار خطوة نحو تهدئة دائمة، والجهود الرامية إلى تهدئة التوترات العسكرية المتكررة على خط المراقبة في إقليم كشمير المتنازع عليه.

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" هذا الإعلان عبر، ما يشير إلى أهمية الخطوة في ظل العلاقات المعقدة بين البلدين.

هدنة الهند وباكستان

تعود جذور النزاع بين باكستان والهند إلى عقود، وتحديدًا منذ استقلال الدولتين عن بريطانيا في عام 1947، حين اندلعت أولى الحروب بينهما بشأن إقليم كشمير، الذي لا يزال نقطة التوتر الأبرز، وعلى مدار السنوات، شهد خط المراقبة الذي يفصل بين شطري كشمير (الهندي والباكستاني) مئات الخروقات، وسقوط آلاف الضحايا من العسكريين والمدنيين.

وكان باكستان والهند قد توصلا في فبراير 2021 إلى اتفاق وقف إطلاق نار شامل، ساهم بشكل ملموس في تقليل وتيرة الاشتباكات، إلا أن خروقات متفرقة عادت للظهور لاحقًا، ما دفع الجانبين إلى تجديد المباحثات والعودة إلى طاولة التنسيق العسكري.

رسائل تهدئة إقليمية ودولية

ويحمل الإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار بين نيودلهي وإسلام آباد رسائل مهمة، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي. فهو يعكس إدراك الطرفين لخطورة استمرار التصعيد، خصوصًا أن كلاهما يمتلك أسلحة نووية، وأن أي مواجهة موسعة قد تكون كارثية ليس فقط على المستوى الثنائي، بل على الأمن والاستقرار العالميين.

كما أن الخطوة تأتي في وقت تسعى فيه المنطقة إلى تجاوز أزمات اقتصادية وأمنية متزايدة، ما يجعل التعاون بين الهند وباكستان، ولو جزئيًا، أمرًا مرحبًا به دوليًا.

توسيع الاتفاق إلى حوار شامل

يرى مراقبون أن هذا الاتفاق قد يمثل تمهيدًا لعودة المحادثات الثنائية المتوقفة منذ سنوات، والتي تشمل ملفات حساسة مثل حقوق الإنسان في كشمير، ومكافحة الإرهاب، والتبادل التجاري، ومسائل الهجرة والمياه العابرة للحدود.

ورغم عدم وجود تأكيدات رسمية من الجانب الهندي حتى اللحظة، فإن إعلان باكستان بشكل منفرد يعكس نوعًا من التفاؤل السياسي، وقد يشير إلى تنسيق مسبق جرى عبر القنوات الدبلوماسية أو العسكرية بين البلدين.

<strong>القاهرة الاخبارية </strong>
القاهرة الاخبارية 

دعوات دولية للتهدئة 

رحّبت عدة أطراف دولية سابقًا بأي جهود تهدف إلى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، خصوصًا الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي لطالما دعت إلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار، ومن المتوقع أن يحظى هذا التطور بردود فعل إيجابية من قبل هذه الأطراف، التي تسعى إلى تهدئة التوترات في منطقة حيوية من العالم.

ورغم أهمية الاتفاق، يظل مستقبل العلاقات بين الجارتين مرهونًا بمدى الالتزام الفعلي على الأرض، ووجود إرادة سياسية مستدامة للدفع نحو حلول دبلوماسية دائمة. ويرى مراقبون أن استمرار التهدئة يتطلب خطوات بناء ثقة متبادلة، وإرادة حقيقية لتجاوز إرث الخلافات الطويل.

تم نسخ الرابط