عاجل

فوائد عشبة الأشواجندا.. تُعزّز النوم وتُخلّصكِ من التوتر

فوائد عشبة الأشواجندا
فوائد عشبة الأشواجندا

الأشواجندا

في زمنٍ تتسارع فيه المعلومات وتنتشر فيه الصيحات الصحية عبر منصات التواصل الاجتماعي، تُصبح المتابعة المستمرة لما هو جديد في عالم التغذية والصحة أمرًا شبه ضروري، واحدة من أبرز هذه الصيحات التي اجتاحت الساحة مؤخراً هي "عشبة الأشواجندا"، والتي أثارت فضول المتخصصين والمهتمين على حدٍ سواء، نظرًا لما يُشاع عن فوائدها المتعددة وتأثيراتها الإيجابية على صحة الجسد والنفس.

ما هي الأشواجندا ولماذا كل هذا الاهتمام بها؟

الأشواجندا (Ashwagandha) هي عشبة طبية عريقة تُعد حجر الأساس في طب الأيورفيدا، وهو نظام علاجي تقليدي نشأ في الهند منذ آلاف السنين، تحمل هذه العشبة اسمًا مستمدًا من اللغة السنسكريتية، ويعني "رائحة الحصان"، في إشارة إلى قدرتها المفترضة على منح القوة والصلابة والنشاط.

الاسم العلمي لها هو Withania somnifera، وتُعرف أيضًا بـ"الجينسنغ الهندي" و"الكرز الشتوي"، تنمو هذه النبتة في المناطق القاحلة من الهند وجنوب شرق آسيا، ويتم استخدام جذورها وأوراقها لأغراض علاجية شتى، وتُصنف كـ"مُكيّف" طبيعي يساعد الجسم على التكيف مع التوتر والضغوط النفسية والبيئية.

لماذا يجب أن تتعرفي على فوائد الأشواجندا؟

يُشير تقرير منشور على موقع Healthline إلى أن الأشواجندا ليست مجرد نبتة عادية، بل تحتوي على مجموعة من المركبات النشطة بيولوجيًا، مثل "الويثانولايدز"، التي تمنحها خصائص مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومهدئة للأعصاب، وقد أصبحت هذه العشبة محل اهتمام الباحثين الذين سعوا إلى استكشاف فوائدها في تحسين جودة الحياة النفسية والبدنية.

وفيما يلي أهم فوائد الأشواجندا، مدعومة بالأبحاث العلمية والبيانات الحديثة:

 تقليل التوتر والقلق وتحسين الحالة النفسية

التوتر والقلق من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا، خصوصًا في عالمنا المعاصر، وقد أظهرت الدراسات أن الأشواجندا تُعد من المواد الطبيعية التي تساعد في التخفيف من الأعراض النفسية المرتبطة بالتوتر المزمن والقلق العام.

أشارت دراسة شملت 58 مشاركًا إلى أن تناول 250 – 500 ملغ من مستخلص الأشواجندا يوميًا لمدة 8 أسابيع أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) مقارنةً بالمجموعة التي تناولت دواءً وهميًا.

كما أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في نوعية النوم، مما يجعل الأشواجندا خيارًا طبيعيًا للأشخاص الذين يُعانون من الأرق أو اضطرابات النوم.

تعزيز الأداء الرياضي والقدرة على التحمل

الأشواجندا ليست فقط للأشخاص الذين يعانون من التوتر، بل أظهرت دراسات عديدة أنها مفيدة أيضًا للرياضيين ومحبي اللياقة البدنية:

في مراجعة شملت 12 دراسة، تبين أن تناول الأشواجندا ساعد في تحسين القدرة البدنية وزيادة استخدام الأوكسجين أثناء التمارين.

دراسة أخرى أوضحت أن الأشخاص الذين تناولوا 600 ملغ يوميًا من الأشواجندا لمدة 8 أسابيع حققوا مكاسب ملحوظة في قوة العضلات وحجمها مقارنةً بمن تناولوا دواءً وهميًا.

المساهمة في التوازن الهرموني

بالنسبة للرجال، قد تلعب الأشواجندا دورًا مهمًا في تحسين الصحة الجنسية والإنجابية:

دراسة شملت رجالًا تتراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا، تناولوا مكملات الأشواجندا لمدة 8 أسابيع، أظهرت زيادة في مستويات هرمون التستوستيرون بنسبة وصلت إلى 14.7%.

كما أشارت مراجعة أخرى إلى أن تناول هذه العشبة أدى إلى تحسن في عدد الحيوانات المنوية وجودتها، خاصة لدى الرجال الذين يعانون من العقم.

دعم الصحة العقلية ومواجهة الاكتئاب

أظهرت تجارب أولية أن الأشواجندا قد تساعد في التخفيف من أعراض بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب:

في دراسة أُجريت على مرضى الفصام، أظهر الأشخاص الذين تناولوا الأشواجندا لمدة 12 أسبوعًا تحسنًا في أعراض القلق والاكتئاب.

كما أظهرت أبحاث أخرى أن لهذه العشبة تأثيرًا إيجابيًا في تحسين الإدراك لدى مرضى الاضطراب ثنائي القطب.

 خفض مستويات السكر في الدم

بالرغم من أن الأدلة لا تزال أولية، إلا أن هناك دراسات تشير إلى أن الأشواجندا قد تكون مفيدة لمرضى السكري:

وجدت مراجعة علمية شملت 24 دراسة أن الأشواجندا ساعدت في خفض مستويات السكر في الدم والأنسولين وتحسين حساسية الجسم للأنسولين.

تعزيز صحة الدماغ والذاكرة

تحتوي الأشواجندا على مضادات أكسدة طبيعية تحمي خلايا الدماغ من التلف، وقد تساعد في تعزيز وظائف الدماغ مثل التركيز والذاكرة:

في دراسة أُجريت عام 2017، أظهر المشاركون الذين تناولوا 300 ملغ من مستخلص الأشواجندا مرتين يوميًا تحسنًا في الأداء المعرفي والقدرة على التذكر.

 تقوية جهاز المناعة

بفضل خصائصها المضادة للالتهاب، قد تساعد الأشواجندا في تقوية الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.

8. مقاومة علامات التقدم في السن

الخصائص المضادة للأكسدة في الأشواجندا تجعلها أيضًا خيارًا مفيدًا في محاربة الشيخوخة المبكرة، من خلال الحد من الإجهاد التأكسدي على الخلايا.

هل الأشواجندا آمنة للجميع؟

رغم فوائدها المتعددة، يُنصح دائمًا بعدم تناول الأشواجندا دون استشارة الطبيب، خاصة إذا كنتِ حاملًا أو مرضعة أو تتناولين أدوية بشكلٍ منتظم، كما أن الجرعة المناسبة تختلف من شخص لآخر حسب الحالة الصحية والهدف المرجو من استخدامها.

هل تستحق الأشواجندا التجربة؟

في ظل الكم الهائل من الضغوط النفسية والجسدية التي نعيشها يوميًا، من الطبيعي أن نبحث عن حلول طبيعية وآمنة تساعدنا على استعادة التوازن، الأشواجندا قد تكون خيارًا مثاليًا لتحقيق ذلك، لكنها ليست علاجًا سحريًا، بل جزء من نمط حياة صحي يشمل التغذية الجيدة، والراحة، والنشاط البدني.

تم نسخ الرابط