عاجل

منتجات "صحية" شهيرة تحتوي على معدن الرصاص مرتبطة بالسرطان والتوحد

المنتجات الغذائية
المنتجات الغذائية ومعدن الرصاص

في مفاجأة صادمة لمحبي الأكل الصحي ومتبعي الحميات الخالية من الجلوتين، كشفت تحقيقات أمريكية جديدة عن وجود كميات مرتفعة وخطيرة من معدن الرصاص في عدد كبير من المنتجات الغذائية التي يتم تسويقها على أنها "صحية" و"آمنة"، مما يطرح تساؤلات واسعة حول مصداقية العلامات التجارية العالمية ومعايير سلامة الغذاء.

غذاء "نظيف".. يحمل سمًا خفيًا

لعقدٍ من الزمان، اجتاحت الأسواق موجة من المنتجات المصنفة بأنها "خالية من الجلوتين"، مدعومة بحملات ترويجية ضخمة وتأييد من مشاهير عالميين مثل فيكتوريا بيكهام، مع وعد ضمني بالصحة، والنقاء، والرشاقة، إلا أن الواقع الذي كشفت عنه التقارير الجديدة يبدو أكثر قتامة مما تصوره المستهلكون.

فقد أثبتت تحقيقات أمريكية نشرتها صحيفة Daily Mail، أن أكثر من ثلثي المنتجات التي خضعت للاختبار تحتوي على معدلات رصاص تفوق الحد المسموح به بمئات أو آلاف المرات، خاصة المنتجات المصنوعة من الكسافا، التي تُستخدم كبديل للقمح والدقيق في منتجات خالية من الجلوتين.

أرقام مرعبة: 2343% فوق الحد الآمن

التحقيق شمل أكثر من 25 منتجًا يحتوي على الكسافا، بينها دقيق ورقائق ومقرمشات من علامات تجارية معروفة، وكانت الصدمة أن بعضها احتوى على نسبة من معدن الرصاص تفوق الحد المسموح به بـ2343%، فضلًا عن احتواء عدد من العينات أيضًا على معادن سامة أخرى مثل الكادميوم والزرنيخ، المعروفين بتأثيرهم المدمر على الدماغ والكلى.

لماذا الرصاص في الطعام مرعب لهذه الدرجة؟

الرصاص ليس مجرد عنصر معدني، بل سمٌ صامت يتسلل إلى الجسم عبر الطعام، ويترسب في الأعضاء الحيوية، وخصوصًا الدماغ. ومع الوقت، يؤدي إلى:

  • الإصابة بالسرطان
  • ضعف الإدراك وصعوبات التعلم

اضطرابات في النمو والتطور العقلي

  • زيادة فرص الإصابة بالتوحد، خاصة لدى الأطفال الصغار أو خلال فترة الحمل


ما ذنب الكسافا؟

الكسافا، النبات الاستوائي الشهير الذي أصبح نجم الحميات الحديثة، خصوصًا لدى المصابين بحساسية الجلوتين، له قدرة على امتصاص المعادن الثقيلة من التربة، وخصوصًا في المناطق التي تعاني من التلوث أو تُروى بمياه صرف أو تُخصب بأسمدة كيميائية.

تحذيرات صارخة.. والمستهلك الضحية

أكدت هيئة مراقبة المستهلك الأمريكية في تقريرها أن المشكلة لا تقتصر على منتج واحد أو شركة بعينها، بل تشمل عددًا كبيرًا من العلامات التجارية الشهيرة، ما يجعل الأمر أشبه بفضيحة في عالم التغذية الصحية.

كيف تحمي نفسك وعائلتك؟

في ظل هذه الكارثة الغذائية، ينصح خبراء التغذية والمراقبة الصحية باتباع الخطوات التالية:

  • تجنب شراء منتجات تحتوي على دقيق الكسافا ما لم تكن قد خضعت لاختبارات معملية موثوقة للمعادن الثقيلة.
  • قراءة الملصقات الغذائية بعناية والتأكد من مصادر المكونات.
  • الاعتماد على منتجات تحمل شهادات أمان غذائي من هيئات رقابية معروفة.
  • استشارة مختصين في التغذية عند اتباع حميات خالية من الجلوتين، خصوصًا للأطفال والحوامل.

ما حدث ليس مجرد خطأ في التصنيع أو إهمال في المراقبة، بل هو جرس إنذار عالمي بأننا قد نكون نستهلك السموم تحت لافتة "الصحة". ويبدو أن الوقت قد حان لإعادة النظر في الكثير من المفاهيم المرتبطة بـ"الأكل النظيف"، وأن نطالب بمزيد من الشفافية والرقابة، لأن الثمن قد يكون صحتنا، أو صحة اطفالنا

تم نسخ الرابط