بعد أزمة عبد الرحمن أبو زهرة.. ما هي إجراءات وأسباب وقف المعاش؟

المحتويات
أثارت أزمة الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة حالة من الجدل والاستياء، بعد أن فوجئت أسرته بإيقاف المعاش الخاص به بشكل مفاجئ، ودون إخطار مسبق. نجله، أحمد أبو زهرة، كتب منشورًا عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، قال فيه: "ده مش بوست عيد ميلاد، ده بوست عن قانون من أيام المماليك وعدم وجود تكنولوجيا في الدنيا!"، كاشفًا أن هيئة المعاشات أوقفت الصرف بعدما تلقت إخطارًا من الأحوال المدنية يفيد زورًا بوفاة والده.
تفاصيل أزمة الفنان عبد الرحمن أبو زهرة
وأضاف أحمد أبو زهرة أن هذه المرة لم تكن شائعة على مواقع التواصل كما اعتادوا سابقًا، بل قرارًا رسميًا صدر من جهة حكومية بناءً على معلومات غير صحيحة. وأوضح أن الأسرة أرسلت مندوبًا إلى هيئة المعاشات للاستفسار عن السبب، فجاء الرد بأن "الأحوال المدنية" هي من أخطرتهم بوفاة عبد الرحمن أبو زهرة، وطلبوا حضوره بنفسه أو إرسال موظف من طرفهم للتأكد من أنه لا يزال على قيد الحياة.

وأشار أحمد أبو زهرة إلى أن الأسرة رفضت إرسال أي مندوب غريب إلى منزل الفنان الكبير احترامًا لخصوصيته، خاصة في ظل حالته الصحية الحرجة التي لا تسمح له بالخروج أو التنقل. وتساءل: "إذا كان هذا هو التعامل مع فنان كبير ومعروف مثل عبد الرحمن أبو زهرة، فماذا عن المواطن العادي؟".

وفقًا لقانون التأمينات الاجتماعية والمعاشات رقم 148 لسنة 2019، والذي يحدد الحالات التي يحق فيها وقف أو قطع المعاش. وتشمل هذه الحالات:
1. وفاة المستحق: حيث يُوقف المعاش اعتبارًا من أول الشهر التالي للوفاة.
2. زواج الأرملة أو البنت أو الأخت: مما يسقط أحقيتهن في المعاش.
3. بلوغ الابن أو الأخ سن 21 عامًا: باستثناء العاجزين عن العمل أو من لا يزالون في التعليم.
4. استحقاق معاش آخر: وفي هذه الحالة يُمنح المعاش الأعلى فقط.

وفي حالة عبد الرحمن أبو زهرة، لا ينطبق عليه أي من هذه الحالات، ما يؤكد أن ما حدث هو نتيجة خطأ إداري جسيم، يفتح الباب للحديث عن ضرورة مراجعة آليات التواصل بين الجهات الحكومية، وعلى رأسها مصلحة الأحوال المدنية وهيئة التأمينات.
تسلط أزمة عبد الرحمن أبو زهرة الضوء على واقع إداري يحتاج إلى تطوير عاجل، خاصة فيما يخص البيانات الحساسة مثل الوفاة، والتي قد تؤدي إلى أزمات نفسية ومالية للمواطنين، لا سيما كبار السن. كما تبرز أهمية وجود آليات تحقق إلكترونية دقيقة قبل اتخاذ قرارات مصيرية مثل وقف المعاش.
في النهاية، تبقى هذه الواقعة تذكيرًا بأن الكرامة لا تقل أهمية عن الحقوق المادية، وأن الحفاظ على خصوصية المواطنين، وفي مقدمتهم رموز الفن والثقافة مثل عبد الرحمن أبو زهرة، يجب أن يكون أولوية في أي إجراء إداري.