انخفاض أسعار الذهب عالميا لأدنى مستوى منذ أكثر من شهر

تراجعت أسعار الذهب خلال تعاملات اليوم الخميس ، إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من شهر، وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية لصدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة، والتي يُنظر إليها باعتبارها مؤشرًا مهمًا لقياس ضغوط التضخم واتجاهات السياسة النقدية المقبلة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
أسعار الذهب
فقد هبط أسعار الذهب ، في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 3153.09 دولارًا للأونصة، وهو أدنى مستوى منذ 10 أبريل الماضي، كما انخفضت العقود الآجلة للذهب في السوق الأمريكية بنسبة 1% لتسجل 3156.90 دولارًا للأونصة، بحسب بيانات وكالة "رويترز".
يأتي هذا التراجع في ظل أجواء من الغموض الاقتصادي، بعد صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين هذا الأسبوع ، والتي جاءت أقل من التوقعات، مما زاد التوقعات بشأن خفض الفائدة الأميركية لاحقًا هذا العام، لكنه في الوقت نفسه أثار القلق من تباطؤ النمو.
وتُعد بيانات مؤشر أسعار المنتجين، المقرر صدورها اليوم في الساعة 12:30 بتوقيت جرينتش، عاملًا حاسمًا في تشكيل نظرة الأسواق لمسار أسعار الفائدة، حيث يسعى المستثمرون لتقييم ما إذا كان التضخم سيتراجع بوتيرة تسمح للفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية دون المخاطرة بعودة الضغوط التضخمية.
الرسوم الجمركية
في تطور آخر يدعم الأسواق نسبيًا، أعلنت الولايات المتحدة والصين اتفاقًا على تخفيض متبادل في الرسوم الجمركية مع تعليق الإجراءات التصعيدية لمدة 3 أشهر، هذا الإعلان ساهم في تهدئة التوترات التجارية التي كانت أحد أبرز دوافع صعود الذهب خلال الفترة الماضية كملاذ آمن.
إلا أن المحللين يرون أن هذه التهدئة "هشة ومؤقتة"، خاصة في ظل غياب حلول جذرية للخلافات التجارية بين الجانبين، واستمرار الحذر في الأسواق بشأن ما سيحدث بعد انتهاء فترة التعليق المؤقت.
مشتريات الذهب
في المقابل، تستمر الصين – ثاني أكبر اقتصاد في العالم – في تعزيز احتياطاتها من الذهب للشهر السادس على التوالي، حيث أضاف البنك المركزي الصيني 2.2 طن إلى احتياطياته في أبريل، ليصل الإجمالي إلى 2295 طنًا، ما يعادل 6.8% من إجمالي الأصول الاحتياطية للبلاد.
كما شهدت صناديق الاستثمار الصينية المتداولة في الذهب تدفقات قياسية بلغت 6.8 مليار دولار، بما يعادل نحو 65 طنًا من المعدن الأصفر، وهو ما يُعد أقوى أداء شهري لتلك الصناديق على الإطلاق، ويعكس ثقة المستثمرين المحليين في الذهب كأداة تحوط ضد التقلبات المالية العالمية.
أداء المعادن النفيسة الأخرى
الفضة: انخفضت بنسبة 0.7% إلى 31.98 دولارًا للأونصة، مواصلة تراجعها من أعلى مستوياتها في عدة سنوات.
البلاتين: ارتفع بنسبة 0.5% إلى 980.35 دولارًا بدعم من تحسن الطلب الصناعي.
البلاديوم: سجل زيادة طفيفة بنسبة 0.1% ليصل إلى 951.90 دولارًا للأونصة.
رغم التراجعات الأخيرة، يرى بعض المحللين أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته كملاذ آمن، خاصة إذا ما قرر الاحتياطي الفيدرالي بالفعل خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، فبيئة الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، الذي لا يدر عائدًا، ما يعزز الطلب عليه من قبل المستثمرين الباحثين عن الأمان والاستقرار في أوقات الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.