مخرج فلسطيني من مهرجان كان: «نقاتل بالكاميرا في غزة لإنقاذ الرواية»

قال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، إن وجود مشروع "من المسافة صفر" في مهرجان كان السينمائي يمثل خطوة بالغة الأهمية للسينما الفلسطينية، خاصة في ظل الصمت الدولي الكبير تجاه ما يجري في غزة، مؤكدًا أن السينما تظل أداة فعالة لنقل الحكايات التي لم تُروَ، وتوصيل الصوت الإنساني للشعب الفلسطيني في هذا الظرف الاستثنائي.
الفن قادر على كسر الصمت
وفي مداخلة من مدينة كان الفرنسية ببرنامج "صباح جديد"، على شاشة القاهرة الإخبارية، عبّر مشهراوي عن اعتزازه بعرض المشروع ضمن فعاليات المهرجان الأبرز عالميًا، معتبرًا أن الفن قادر على كسر الصمت، وبناء جسور تواصل من خلال سرديات شخصية وإنسانية عميقة.
وأشار إلى أن المشروع يتكوّن من عشرة أفلام قصيرة، أخرجها مخرجون شباب من قطاع غزة، وركز على أن الاختيار تم وفق معايير فنية بحتة، حيث كان التركيز على القصص التي تعكس تجارب شخصية، وتُقدَّم برؤية سينمائية متميزة، لا مجرد توثيق إخباري.
وأكد مشهراوي أن إطلاق المشروع تم بعد أسابيع فقط من بدء الحرب على غزة في ديسمبر 2023، واصفًا عملية الإنتاج والتصوير داخل القطاع بأنها "لا تشبه أي تجربة إنتاجية في العالم"، فالمخرجون في غزة يعملون تحت القصف، ويكافحون لتأمين الأساسيات اليومية من طعام وكهرباء ومأوى، ومعظمهم فقدوا منازلهم، ورغم ذلك استمروا في خلق صورة سينمائية من الألم.
ويُعد مهرجان كان السينمائي من أعرق المهرجانات السينمائية في العالم، حيث انطلقت أولى دوراته عام 1946 في مدينة كان الفرنسية. يُنظم المهرجان سنويًا خلال شهر مايو، ويجمع تحت مظلته نخبة من صناع السينما والنجوم من مختلف أنحاء العالم، مما يجعله حدثًا ثقافيًا وفنيًا بارزًا على الساحة الدولية.
ويهدف المهرجان إلى دعم السينما العالمية من خلال عرض أفلام متميزة ومبتكرة تعبر عن رؤى إبداعية وثقافية متنوعة. تتنوع الفعاليات بين العروض الرسمية والمسابقات السينمائية، حيث تتنافس الأفلام على جوائز عدة، أبرزها السعفة الذهبية، التي تُمنح لأفضل فيلم.
ويُعرف المهرجان بسجادته الحمراء الشهيرة، حيث يتوافد النجوم مرتدين أرقى الأزياء، ما يجعله محطة هامة للمهتمين بالموضة والإعلام. كما يُعد فرصة للمخرجين الشباب لعرض أعمالهم ضمن فئة "نظرة ما"، مما يعزز اكتشاف مواهب جديدة.
ولا يقتصر مهرجان كان على عروض الأفلام فقط، بل يتضمن أيضًا ندوات وورش عمل تناقش قضايا السينما المعاصرة. يُعبر المهرجان عن التقاء الفن والثقافة، ليشكل منصة دولية تحتفي بالإبداع السينمائي وتعزز الحوار الثقافي بين الشرق والغرب.