عاجل

بين اللي بنعيشه واللي بنخبيه، في حياة تانية محدش بيشوفها… بس بنحسّها كل يوم. 

ليه بقينا شاطرين في التمثيل، وضعاف قدام نفسنا؟ وإمتى نختار نكون حقيقيين؟

إحنا بنصحى كل يوم نلبس وشّنا اللي الناس تعرفه، نضحك، نهزر، نرد “الحمد لله” على كل سؤال، ونكمّل.

بس الحقيقة؟ جوانا حكاية تانية خالص.

بنعيش حياتين، واحدة بنوريها للناس، والتانية مستخبية جوانا، ومحدش يعرف عنها حاجة.

في الحياة اللي برا، إحنا تمام. بنشتغل، بننزل، بنضحك، بننشر صور شكلها سعيد.

وفي الحياة اللي جوانا؟ في خوف، في توتر، في أسئلة مالهاش إجابات.

ساعات بنبقى حاسين إننا متشافين من بره، بس مش مفهومين من جوه.

وساعات بنبقى في وسط الزحمة، وحاسين إننا لوحدنا خالص.

الغريب إننا اتعلمنا نخبي مشاعرنا أكتر ما نتكلم عنها.

بقينا شاطرين في “أيوه تمام” حتى وإحنا مش بخير.

بنضحك بصوت عالي وإحنا عايزين نعيط.

بنسند الكل، وننسى نسند نفسنا.

فيه لحظات بتعدي علينا وإحنا مش عارفين نحدد إحنا فرحانين ولا تعبانين، ناجحين ولا فاضيين من جوه.

بنقعد مع الناس ونضحك، وبمجرد ما نرجع لوحدنا، نحس إن في فراغ كبير ما حدش شايفه.

والأصعب؟ إنك تبدأ تنسى إنت أنهي نسخة فيهم الحقيقي.

النسخة اللي بتضحك؟ ولا اللي بتفكر طول الليل؟

النسخة اللي بتدي طاقة لكل اللي حواليها؟ ولا اللي مش قادرة تكمل ساعة لوحدها من غير ما تنهار؟

إحنا مش بنكدب، بس بنختار نعيش النص اللي الناس تقدر تستحمله،

ونخبي النص التاني عشان “مش وقته”، أو عشان “مين هيفهم؟”.

يمكن أول خطوة نرجع نكون فيها نسخة واحدة…

هي إننا نعترف لنفسنا بالحقيقة.

نواجه، من غير خوف، من غير تزييف، ومن غير ما نحس إننا لازم نكون دايمًا تمام.

نقول “أنا مش بخير” من غير كسوف ونطلب حضن أو كلمة تطمنّا من غير ما نحس إننا ضعفنا.

وساعتها، لو لقينا حد نقدر نكون قدّامه على حقيقتنا، من غير ما نقلق يتغير أو يبعد…

نبقى لاقينا كنز مش سهل يتعوّض.

بس الأهم من ده كله؟ إننا نبقى الشخص ده لنفسنا.

نبقى الحضن اللي بنرجع له، والسند اللي بنقوم بيه، والوشّ اللي ما فيهوش تمثيل.

يمكن نكون بنعيش حياتين،

بس الراحة الحقيقية…

لما نقرر نعيش حياة واحدة… بصوت واحد… وشّ واحد… قلب واحد

تم نسخ الرابط