بعد جدل هداياه لترامب .. ما هي الهدايا الأغلى من أمير قطر؟

أثارت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى قطر مؤخرًا موجة من الجدل، ليس فقط بسبب الصفقات الاقتصادية التي جرى توقيعها، بل بسبب الهدايا الفاخرة التي تلقاها من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وكانت أبرز هذه الهدايا طائرة فاخرة من طراز "بوينغ 747-8" مخصصة للاستخدام الرئاسي المؤقت، وهي طائرة تتمتع بمواصفات ملكية، تُقدّر قيمتها السوقية بأكثر من 400 مليون دولار. هذا الإهداء اللافت سلّط الضوء مجددًا على طبيعة الهدايا الفاخرة التي اعتاد الأمير تميم تقديمها.
ما هي أغلى هدية قدّمها الأمير على الإطلاق؟
رغم الجدل المحيط بهدية ترامب الأخيرة، فإن هناك هدية سابقة تُعد من بين الأضخم والأغلى التي قدمها الأمير تميم، وكانت أيضًا على علاقة مباشرة بشخصية رفيعة المستوى في العالم السياسي والدبلوماسي. وفق تقارير إعلامية نُشرت في السنوات الأخيرة، من بينها تحقيق لموقع "Middle East Eye"، فإن أمير قطر قدّم في إحدى المناسبات ساعة يد مرصعة بالألماس والزمرد بقيمة تُقدّر بأكثر من 1.2 مليون دولار، كهدية إلى مسؤول أوروبي رفيع، لم يُفصح عن اسمه لأسباب دبلوماسية.

وتضمنت الهدايا الفاخرة الأخرى التي قدّمها الأمير تميم سيارات فارهة من طراز "رولز رويس" و"بنتلي"، وسيوفًا مرصعة بالأحجار الكريمة، ولوحات فنية نادرة يعود بعضها لفنانين عالميين، وجرى إهداؤها لرؤساء دول وشخصيات ملكية زارت الدوحة خلال العقد الأخير.
ومن أبرز الهدايا التي كشفت عنها وسائل إعلام غربية، ساعة رولكس نادرة موديل "Daytona Rainbow" قُدّرت قيمتها وقت تقديمها بحوالي 500 ألف دولار، قُدّمت لمسؤول أمريكي سابق ضمن وفد رسمي زار قطر في عام 2018. وقد أُثيرت تساؤلات قانونية في حينها، خصوصًا من قبل وسائل إعلام أمريكية مثل "The Hill" و"The Washington Post"، حول مدى قانونية قبول هذه الهدايا من قِبل مسؤولين أمريكيين بموجب قوانين الهدايا الفيدرالية.

الهدايا الفاخرة ليست ظاهرة جديدة في السياسة القطرية، إذ تنظر الدولة إليها كأداة دبلوماسية ناعمة تعكس الكرم والثقل السياسي والاقتصادي للبلاد، خاصة في المناسبات الرسمية أو زيارات رؤساء الدول. لكن في الوقت نفسه، تُقابل هذه الهدايا أحيانًا بتساؤلات أخلاقية وتشريعية، خاصة إذا ما تعلّقت بشخصيات سياسية تؤثر في مسار علاقات دولية أو قرارات استراتيجية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن قطر حريصة على توظيف هذه الهدايا كجزء من صورتها العالمية، لكنها في الوقت ذاته، تخضع لضوابط بروتوكولية دقيقة، لا سيما عندما تُقدّم لمسؤولين في دول تتبع قوانين صارمة بخصوص تلقي الهدايا، مثل الولايات المتحدة.
في النهاية، تبقى هدية الطائرة الفاخرة للرئيس ترامب هي الأحدث وربما الأغلى في الذاكرة الحديثة، لكن لا تزال هناك هدايا سابقة تتفوق في قيمتها الرمزية أو المادية، خصوصًا تلك التي لم يُكشف عنها رسميًا بعد. وبين الجدل والمكانة الدبلوماسية، يظل الأمير تميم أحد أبرز الشخصيات في العالم العربي التي توظف الهدايا الفاخرة كأداة تأثير سياسي ورسالة من رسائل القوة الناعمة.