خبير أمن المعلومات: "التنبؤ بالزلازل أمر غير علمي"

حسم الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، الجدل القائم حول شائعات التنبؤ بـ زلزال كريت، مؤكدًا أن التنبؤ بالزلازل أمر غير ممكن علميًا حتى يومنا هذا، وأن ما يتم تداوله عبر الإنترنت لا يستند إلى حقائق أو أدوات علمية دقيقة.
التنبؤ بموعد الزلازل
الدكتور وليد حجاج، في مداخلة هاتفية لبرنامج "90 دقيقة" الذي تقدمه الإعلامية بسمة وهبة على قناة "المحور"، أوضح أن العلم الحديث لم يصل بعد إلى إمكانية التنبؤ بموعد وقوع الزلازل بدقة، سواء قبلها بيومين أو حتى بساعات.
وأشار الدكتور وليد حجاج إلى أن الزلازل يمكن فقط متابعتها ورصد نشاطها بعد حدوثها، لكن لا توجد أي آلية موثوقة يمكنها التحذير المسبق أو التنبؤ بها مسبقًا.
منشورات مزيفة
وعلق "حجاج" على بعض الصفحات التي ادعت أنها توقعت زلزال كريت قبل وقوعه، قائلاً إن هناك صفحات معروفة لديها آلاف المتابعين تنشر مثل هذه الادعاءات، مستغلة جهل البعض بحقائق الأمور.
وأشار إلى أن هذه المنشورات غالبًا ما تكون مزيفة، ويعتمد بعضها على خدع تقنية مثل تعديل التاريخ أو التلاعب بالصور باستخدام أدوات مثل "الفوتوشوب".
التلاعب في التاريخ
وكشف "حجاج" عن بعض الأساليب التقنية التي يُستخدم فيها التلاعب بالتواريخ على منصات التواصل الاجتماعي، لإقناع المتابعين بأن التنبؤ كان صحيحًا. فمثلًا، يمكن لأي شخص تعديل منشور قديم ليبدو وكأنه يحتوي على تنبؤ دقيق، لكن المنصات الاجتماعية مثل "فيسبوك" تتيح للمتابعين معرفة سجل التعديلات الذي يكشف متى تم تعديل المنشور.
وأضاف: "يمكن لشخص أن ينشر بوست عادي مثل 'صباح الخير' ثم يعدّله بعد الزلزال ليبدو وكأنه توقع الحدث، ولكن أي شخص يمكنه أن يرى تاريخ التعديل بسهولة".
سناب شات
لفت خبير أمن المعلومات إلى أن هناك منصات مثل "سناب شات" تعتمد على توقيت الجهاز المحمول عند رفع المنشور، ما يفتح الباب أمام التلاعب بالتاريخ والوقت ببساطة عبر تغيير إعدادات الهاتف، مضيفًا أن مثل هذه الأساليب تُستخدم لخداع المتابعين ودفعهم لتصديق التنبؤات الكاذبة.

تضليل الناس اصطناعيا
وفي ختام حديثه، أشار "حجاج" إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة يمكن أن تسهم في تضليل الناس، خاصة مع قدرة هذه التقنيات على إنتاج محتوى واقعي ومقنع، ما يزيد من صعوبة التمييز بين الحقيقة والخداع. وذكّر بمقولة: "كذب المنجمون ولو صدقوا"، مؤكدًا أن هذه الظواهر تُستغل لاستقطاب المتابعين وتحقيق الانتشار على حساب الحقيقة.
فبركة تقنية
وشدد على أن ما يُثار حول التنبؤ بزلزال كريت هو مجرد فبركات تقنية لا أساس لها من الصحة العلمية، إذ أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها حتى الآن بأي وسيلة موثوقة، وأن التلاعب بالتاريخ باستخدام أدوات التكنولوجيا يُستخدم لخداع المتابعين، كما أوصي بعدم الانسياق وراء الشائعات، والاعتماد على المصادر العلمية والرسمية في مثل هذه القضايا الحساسة.