عاجل

مأساة الفاشر.. ألف مريض في حالة حرجة دون مياه بعد قصف صهريج المستشفى

القتال في الفاشر
القتال في الفاشر - أرشيفية

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الأربعاء، أن نحو ألف مريض يعانون من أمراض خطيرة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، يواجهون خطرًا مباشرًا بسبب انعدام شبه كامل لمياه الشرب، وذلك بعد قصف مدفعي دمّر صهريجًا مائيًا كان خارج المستشفى السعودي، أحد آخر المرافق الطبية العاملة في المدينة.

وأوضحت المنظمة الأممية، في بيان رسمي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية، أن الصهريج الذي تم تدميره كانت تدعمه اليونيسف، ويُستخدم لتوفير المياه النظيفة لمرضى المستشفى، الذي يخدم منطقة يسكنها قرابة مليوني شخص.

الفاشر تحت الحصار

مدينة الفاشر هي العاصمة الوحيدة من بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لا تزال خارج سيطرة قوات الدعم السريع، إلا أن الأخيرة تحاصرها منذ مايو 2024، وتواصل قصفها العشوائي على أطراف المدينة، في ظل مخاوف أممية متصاعدة من كارثة إنسانية وشيكة.

وقالت اليونيسف في بيانها: "نُجدّد دعوتنا لجميع الأطراف لاحترام القانون الدولي الإنساني وإنهاء جميع الهجمات التي تستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية أو تقع بالقرب منها"، مشددة على أن المرافق الطبية ومصادر المياه ليست أهدافًا مشروعة في النزاعات المسلحة.

انهيار المنظومة الصحية

وتأتي هذه التطورات في وقت تُقدّر فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن ما بين 70 و80 في المائة من المرافق الصحية في المناطق المتأثرة بالنزاع باتت خارج الخدمة، خاصة في مناطق غرب السودان، بما في ذلك مدينة الفاشر، التي أصبحت بؤرة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.

وفي ظل الحصار وانهيار الخدمات، يعيش آلاف المدنيين والنازحين ظروفًا قاسية، وسط انقطاع مستمر في المياه والكهرباء والإمدادات الطبية، ما يهدد بتحوّل الفاشر إلى بؤرة مجاعة ووباء ما لم يتم تأمين ممرات إنسانية عاجلة.

أسوأ الأزمات الإنسانية

يُذكر أن السودان يشهد منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، ونزوح نحو 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا.

وقد وصفت الأمم المتحدة الأزمة بأنها من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل غياب أي أفق سياسي للحل، وتقسيم البلاد إلى مناطق نفوذ متصارعة، حيث يسيطر الجيش على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق الغرب والجنوب، بما في ذلك أجزاء واسعة من دارفور.

تم نسخ الرابط