كيف نميّز بين العلاقات الصحة والسامة ونحافظ على أنفسنا

في زمن تتسارع فيه ضغوط الحياة وتتشابك فيه العلاقات، أصبحت القدرة على التمييز بين العلاقة الصحية والعلاقة السامة، ضرورة للحفاظ على التوازن النفسي والعاطفي، فالعلاقات ليست مجرد وجود أشخاص في حياتنا، بل هي تأثير مستمر في قراراتنا و مشاعرنا وحتى في نظرتنا لأنفسنا.

1-العلاقة الصحية: دعم ونمو مشترك
العلاقة الصحية تقوم على أسس واضحة من الاحترام المتبادل، الثقة والتفاهم، فيها يشعر الطرفان بالأمان العاطفي، ويكون لكل منهما مساحة شخصية دون خوف أو سيطرة، التواصل فيها صريح وهادئ، حتى في أوقات الخلاف، حيث يُعبّر كل طرف عن مشاعره دون هجوم أو إنكار لمشاعر الآخر، تتميّز هذه العلاقة بوجود دعم متبادل، كل طرف يشجع الآخر على النجاح والتطور، دون غيرة أو تقليل، كما يَعرف كل طرف حدود الآخر ويحترمها، مما يخلق بيئة مستقرة وآمنة.

2- العلاقة السامة: استنزاف وخسارة للنفس
أما العلاقة السامة، فهي على النقيض تمامًا، إذ يشعر فيها أحد الطرفين أو كلاهما بأنه محاصر، أو مراقب أو دائمًا مُلام، يغيب فيها الاحترام، ويحل محله التقليل، التحكم أو حتى الإهانة، في العلاقات السامة يغيب الدعم النفسي، ويحل مكانه اللوم المستمر أو المقارنة السلبية، تنشأ أنماط من الاعتماد العاطفي المرهق، حيث يخشى أحد الطرفين خسارة العلاقة رغم الألم الذي تسببه له، وغالبًا ما تتكرر الخلافات دون حلول، مما يؤدي إلى إرهاق عاطفي ونفسي مستمر.

3- اكيف نُميّز؟
• في العلاقة الصحية: تشعر بأنك أفضل نسخة من نفسك.
• في العلاقة السامة: تشعر بأنك أقل، أو أنك لا تكفي مهما فعلت.
• العلاقة الصحية تُبني على
الثقة و الامان و الحب و التعاون و التشجيع و التقدير.
• العلاقة السامة تُبنى على الشك والسيطرة.

في الختام: تمييز الفرق بين العلاقة الصحية والسامة ليس رفاهية، بل ضرورة لحياة متزنة وعقل سليم، من المهم أن نكون على وعي بإشارات العلاقات التي نعيشها، وأن نمنح أنفسنا حق الابتعاد عن كل ما يهدد سلامنا الداخلي، فالعلاقات ليست فقط عن من نُحب، بل عن من يجعلنا نحب أنفسنا أكثر ونحن معه.