سمير فرج يكشف دلالات حساسة قد تؤثر على الأحداث في غزة

أكد الخبير الاستراتيجي اللواء الدكتور سمير فرج أن جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية في منطقة الخليج تعتبر واحدة من أخطر الجولات السياسية في تاريخ المنطقة، نظرًا لما تحمله من دلالات حساسة وخطوات مرتقبة قد تؤثر بشكل مباشر على مسار الأحداث في قطاع غزة، وتمهّد لتحولات جيوسياسية كبرى في الشرق الأوسط.
دلالات الأحداث في غزة
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية بسمة وهبة في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، قال فرج إن دلالات زيارة ترامب للخليج لا تأتي فقط في سياق التعاون الثنائي، بل تحمل أهدافًا تتعلق بمصير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خاصة وأن المؤشرات تدل على رغبة أمريكية جادة في إنهاء الحرب في غزة.
وأضاف أن الخطوة القادمة في قطر أو الإمارات قد تشهد إعلانًا لوقف إطلاق النار، في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق.
مرحلة ما بعد الحرب في غزة
كشف "فرج" عن معلومات مهمة تداولتها وسائل إعلام إسرائيلية، من بينها موقع "إسرائيل هيوم"، تفيد بأن هناك ضغوطًا أمريكية على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى تسوية، وتشمل: "انسحاب القوات الإسرائيلية إلى حدود غزة، تسليم حركة حماس لسلاحها إلى دولة عربية بضمانات أمريكية مباشرة، إدارة القطاع من قبل فلسطينيين مستقلين لا ينتمون لأي من الفصائل المعروفة".
واعتبر الخبير الاستراتيجي، أن هذه الخطة تمثل إعادة هيكلة كاملة للمشهد السياسي في غزة، وتضع الأساس لحكم مدني بديل للفصائل المسلحة، بدعم وضمان دولي.

خطوة مفاجئة من حماس
وأشار "فرج" إلى أن حماس سلّمت الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر إلى الولايات المتحدة دون الحصول على مقابل مباشر، واصفًا هذه الخطوة بـ"تقديم السبت"، أي تمهيدًا لنيل مكاسب لاحقة بضمان أمريكي.
وتوقع أن تكون هذه المبادرة بداية سلسلة خطوات تنتهي بتسليم السلاح، مما يسهم في تثبيت التهدئة وتحقيق الاستقرار داخل القطاع.
زيارة مرتقبة لإسرائيل
رجّح الخبير الاستراتيجي، أن يقوم ترامب بزيارة إلى إسرائيل إذا ما تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هذه الزيارة ليست ضمن الجدول المعلن، ولكن احتمالية حدوثها تصل إلى 90% في حال تم الاتفاق.
وأضاف أن الوفود الأمريكية والمصرية والقطرية تتابع تفاصيل الملف عن كثب، وتدفع بقوة نحو بلورة الحل النهائي.
التقارب روسي أوكراني
وفي سياق متصل، كشف "فرج" عن اجتماعات دبلوماسية رفيعة المستوى تجري في إسطنبول بين ممثلين من روسيا وأوكرانيا، في محاولة جديدة لإنهاء النزاع الدائر بين الطرفين، مشيرًا إلى إمكانية وصول الرئيس الأوكراني زيلينسكي إلى إسطنبول، بينما يتم التحضير للإعلان عن تشكيل الوفد الروسي.
وشدد على أن "ترامب" صرّح علنًا بأنه سيسافر إلى إسطنبول في حال ذهاب بوتين وزيلينسكي إلى هناك، ما يشير إلى أنه يسعى إلى ترسيخ نفسه كوسيط عالمي، لا في غزة فقط، بل في كل النزاعات الدولية العالقة، بما في ذلك روسيا وأوكرانيا، بل وسبق أن لعب أدوارًا في نزاعات بين الهند وباكستان.