عبلةعبد اللطيف: مواجهة تحديات سوق العمل المصري تتطلب استراتيجيات استباقية

قالت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث في المركز المصري للدراسات الاقتصادية، إن فهم السوق المحلي بدقة أصبح ضرورة حتمية، مشيرة إلى أن المشهد الحالي في سوق العمل يعاني من تحديات جسيمة يجب التعامل معها بصراحة، مشيرة إلى أن ما يشهده سوق العمل اليوم يعكس وضعًا مقلقًا يتطلب تحركًا سريعًا ومبنيًا على دراسات موثوقة.

ضرورة الدراسات الاستباقية لرصد مستقبل سوق العمل

وخلال مشاركتها في ندوة عقدها المركز المصري للدراسات الاقتصادية اليوم الأربعاء تحت عنوان "تحليل الطلب في سوق العمل المصري – الربع الأول من عام 2025"، أوضحت عبد اللطيف أن فريق المركز يعمل بجد لتقديم دراسات استباقية تُمكّن صنّاع القرار من استيعاب التحديات المستقبلية واتخاذ خطوات استباقية لمعالجتها. الندوة جاءت برعاية البنك الأهلي المصري، وركّزت على تحليل دقيق لحالة الطلب داخل سوق العمل خلال الفترة الأخيرة.

تعليم اللغات بوابة التميز في سوق العمل

وشددت عبد اللطيف على أن امتلاك مهارات اللغة يمثل فارقًا كبيرًا بين الشباب في مصر ونظرائهم في الخارج، معتبرة أن هذا الجانب يجب أن يكون أولوية في تطوير العنصر البشري، كما نوهت إلى أهمية دعم الجامعات التكنولوجية والارتقاء بجودة التعليم فيها، بما يسهم في خلق خريجين يمتلكون المهارات المطلوبة لسوق العمل الحديث.

دعم التعليم المستمر مسؤولية الدولة لا الأفراد فقط

وأكدت على أن التعليم الذاتي والتعلم المستمر يمثلان عناصر أساسية لمواكبة متغيرات سوق العمل، ولكنها شددت في الوقت نفسه على أن ترك هذا الدور للجهود الفردية فقط غير كافٍ، داعية إلى تدخل مؤسسي من الدولة لتقديم دعم فعّال يسهم في إحداث تغيير جذري في المنظومة التعليمية ككل.

قاعدة بيانات لرصد الطلب الحقيقي على الوظائف

جدير بالذكر أن المركز المصري للدراسات الاقتصادية، ومنذ يونيو 2021، بدأ في تنفيذ مشروع تحليل الطلب على الوظائف بدعم من البنك الأهلي المصري. ويهدف المشروع إلى سد الثغرة الإحصائية في بيانات سوق العمل، لا سيما أن الجهات الرسمية غالبًا ما تركز على جانب العرض فقط دون توفير بيانات دقيقة عن جانب الطلب.

ويقوم المركز بتجميع وتحليل إعلانات التوظيف المنشورة على الإنترنت والتي تتمتع بالمصداقية، وتحويلها إلى قاعدة بيانات متاحة من خلال لوحة تفاعلية سهلة الاستخدام، يتم تحديثها بشكل ربع سنوي. وتساعد هذه الأداة في تتبع تطورات السوق والتغيرات في الطلب على المهارات المختلفة، مما يتيح للمؤسسات والأفراد اتخاذ قرارات مستنيرة بناءً على مؤشرات حقيقية.