حيدر مجيد: القمة العربية لحظة مفصلية لعودة العراق لـ عمقه العربي

أدلى حيدر مجيد، المتحدث باسم الإعلام الحكومي العراقي، بتصريحات هامة تُبرز أبعاد هذا الحدث ودلالاته الإقليمية والدولية، وذلك خلال لقاء خاص عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، في مشهد سياسي محوري يعكس تحوّلًا استراتيجيًا في دور العراق الإقليمي، حيث تقام القمة العربية القادمة في بغداد تحت مظلة جامعة الدول العربية، في لحظة يصفها المسؤولون العراقيون بأنها "مفصلية" في تاريخ العمل العربي المشترك.
دلالات القمة العربي في بغداد
أكد حيدر مجيد أن القمة العربية المزمع عقدها في بغداد تختلف عن سابقاتها، كونها تمثل عودة فعلية للعراق إلى عمقه العربي بعد سنوات من التحديات، قائًلا: "هذه القمة ليست مجرد اجتماع روتيني، بل هي مناسبة سياسية كبرى يُشارك فيها الزعماء العرب أو من يمثلهم، لمناقشة قضايا مصيرية تمس الأمة بأكملها".
وأشار إلى أن القمة تعكس استعادة العراق لمكانته في المنظومة العربية، وتُعد تتويجًا لجهود دبلوماسية متواصلة بُذلت على مدى العامين الماضيين.
انفتاح دبلوماسي يعيد العراق
كشف مجيد أن العراق انتهج سياسة انفتاح دبلوماسي مدروسة تجاه محيطه العربي والدولي خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي أسهم في تعزيز حضوره السياسي والإقليمي، قائًلا: "استقبال بغداد لملوك ورؤساء دول، وتنظيمها لمؤتمرات دولية مؤثرة، يعكس المكانة المتنامية للعراق كلاعب أساسي في حل الأزمات وليس التسبب بها".
وأكد أن العراق لم يعد يُنظر إليه كعبء على المنطقة، بل بات طرفًا فاعلًا يسعى لبناء جسور الحوار وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
حالة شعبية من الفخر والتفاؤل
أشار المتحدث باسم الإعلام الحكومي إلى التفاعل الشعبي الواسع مع الحدث، مؤكدًا أن الشارع العراقي يشعر بالفخر والتفاؤل باستضافة القمة العربية، لافتًا إلى أن هذا الشعور ينبع من إيمان العراقيين بأن استضافة القمة تمثل اعترافًا عربيًا متجددًا بمكانة العراق ودوره التاريخي والقيادي في المنطقة.
كما أوضح أن الحكومة العراقية تعمل بجد على تعزيز هذا الزخم الشعبي من خلال برامج تواصل ومبادرات تقريب وجهات النظر بين الشعوب والقادة العرب، بما يعزز فرص التعاون العربي المشترك.
مبادرات عراقية محورية
أكد مجيد أن العراق لا يكتفي بدور الدولة المضيفة فقط، بل يسعى ليكون مبادرًا في طرح رؤى جديدة، فضًلا عن أن القمة ستشهد طرح مبادرات عراقية تتعلق بالتنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي العربي، إذ أن وزير الخارجية العراقي أعلن عن خارطة طريق واضحة للاجتماعات الوزارية التحضيرية.
وأضاف أن هذه التحركات تؤكد على نية العراق في لعب دور محوري في تشكيل مستقبل العمل العربي المشترك.

القمة فرصة لتعزيز الوحدة
في ختام تصريحاته، شدد مجيد على أن القمة العربية تمثل فرصة استثنائية لتعزيز وحدة الصف العربي، في وقت يواجه فيه العالم العربي تحديات إقليمية متشابكة. وأكد أن العراق مستعد لاحتضان أي مبادرة تسهم في لمّ الشمل العربي، وأن بغداد اليوم أكثر جاهزية للعب دور الوسيط الموثوق والمؤثر في تقريب وجهات النظر ومعالجة الخلافات.