عاجل

حمدين صباحي: تصفية القضية الفلسطينية خطر يهدد الوجود العربي

السياسي حمدين صباحي
السياسي حمدين صباحي

عاد السياسي والمرشح الرئاسي السابق، حمدين صباحي ليسلط الضوء على أحد أخطر ما تواجهه المنطقة اليوم: محاولات تصفية القضية الفلسطينية الخطر، محذرًا من مغبة تجاهل حقيقة الصراع مع الكيان الصهيوني، إذ أن ما يحدث ليس مجرد تهجير أو عدوان، بل مخطط اقتلاع يهدد الوجود العربي برمّته.

تصفية القضية الفلسطينية

شدد حمدين صباحي على أن ما يفعله الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية، وتحديدًا في قطاع غزة، يتجاوز مجرد تهجير السكان أو اعتداءات عسكرية. وأوضح أن هذا النهج يمثل حلقة من سلسلة خطوات تهدف إلى "الاقتلاع الشامل" للفلسطينيين، في محاولة لإنهاء القضية الفلسطينية بشكل كامل.

وقال: "الكيان الصهيوني لا يريد فقط تهجير أهل غزة أو تفريغها من سكانها، بل يسعى لإلغاء جوهر القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية التي تعكس وجود الأمة العربية الأكبر".

الوجود العربي في العالم

اعتبر صباحي أن مكانة القضية الفلسطينية تتجاوز الجغرافيا والتفاصيل السياسية، فهي في نظره القضية التي تعطي معنى للوجود العربي في هذا العالم المتشابك بالأحداث. وأضاف: "إذا تخلينا عن فلسطين، فنحن نتخلى عن أحد أعمدة هويتنا وكرامتنا المشتركة".

وأكد أن صمود القضية الفلسطينية، رغم كل محاولات التصفية، يظل دليلاً حيًا على أن الأمة لا تزال تملك مقومات النهوض، بشرط أن تعي ما تواجهه من أخطار وأن توحد مواقفها.

الصراع مع العدو الصهيوني

حذر صباحي من مغبة الوقوع في فخ الفهم الخاطئ لطبيعة الصراع العربي الصهيوني. وقال بوضوح: "هذا الصراع ليس صراع حدود، بل هو صراع وجود، وإذا فشلنا في إدراك هذه الحقيقة الأساسية، سننجر إلى حلول وهمية تقودنا إلى أنفاق مسدودة".

وبيّن أن التغاضي عن الطابع الوجودي لهذا الصراع، دفع بالأمة العربية في مراحل كثيرة إلى قبول مبادرات و"تسويات" لم تجلب سوى مزيد من الانقسام والضعف والتفريط بحقوق الشعوب.

الإدراك هو الخطوة الأولى 

أكد صباحي أن أولى خطوات الخروج من النفق الحالي تبدأ من الإدراك الصحيح لطبيعة التحدي، لافتًا إلى أن غياب الوعي الواضح دفع بعض الأنظمة العربية إلى تطبيع العلاقات مع العدو أو القبول بحلول مؤقتة لا تصمد أمام الواقع المتغير.

وتابع: "علينا أن نبدأ بالفهم العميق، ثم ننتقل إلى الفعل المقاوم، سواء بالموقف السياسي أو بالدعم الشعبي للمقاومة في فلسطين، لأن ما نواجهه ليس نزاعًا على أراضٍ فقط، بل محاولة لطمس هوية شعب وإلغاء مستقبل أمة".

<strong>برنامج في الإمكان</strong>
برنامج في الإمكان

بقاء الأمة أو ضياعها

في ختام حديثه، وجّه حمدين صباحي دعوة صريحة للشعوب والقيادات العربية، بضرورة العودة إلى الجذور، والتمسك بفلسطين كقضية مركزية لا يمكن التنازل عنها، قائًلا: "إذا خسرنا فلسطين، خسرنا أنفسنا... وإذا انتصرنا لها، استعدنا كرامتنا ووجودنا الفاعل في هذا العالم".

إنها لحظة فاصلة، يختبر فيها التاريخ عزيمة العرب، فإما الوعي والمواجهة، أو التوهان في متاهات وهمية تقود إلى الضعف والاندثار.

تم نسخ الرابط