عاجل

«83 زلزالًا في 4000 عامًا» قدماء المصريين عرفوا الزلازل والتسونامي ووصفوها

تمثالي ممنون
تمثالي ممنون

«83 زلزالًا في 4000 عام» قدماء المصريين عرفوا الزلازل والتسونامي ووصفوها 

يبدو أن قدماء المصريين قد عرفوا الزلازل وعرفوا التسونامي، ضمن ملاحظاته على التغيرات البيئية المحيطة به، حيث أن المصريين من أقدم شعوب الأرض استقرارًا، وهو ما ساعدهم على إتقان ملاحظة التغيرات والتقلبات المحيطة بهم. 

أنواع الزلازل وسبب حدوثها 

وقال بسام الشماع المؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم، إن المصري القديم كتب في الهيروغليفية، عبارة «واو إنريي وجنو» ويبدو أنها تعني تسونامي، حيث كلمة «واو» ومعناها موج، و«إنريى» معناها هزة ، و«وجنو»wjenu ومعناها مياة جارفة، كما ورد في قراءة أخرى أن المصري القديم قد اعتقد أن الزلازل، هي نتيجة ضحك المعبود جب معبود الأرض.

الزلزال عند المصري القديم 

وأشار بسام الشماع إلى أن المصري القديم، كتب في نصوص متون الأهرام البدائية، المنقولة على جدران غرف بعض الأهرامات المؤرخة بين زمن نهاية الأسرة الخامسة وحتى أواخر الأسرة السادسة 2570 - وحتى 2270 قبل الميلاد، أنه كتب عن أصل الكون والحفاظ عليه، وكتب عن ولادة الملك، حيث قال: "من أجلك تحترق السماء ومن أجلك تهتز الأرض" وكتب أيضًا: "وينشق الجبلان"، إذن، لقد عرف المصري القديم الزلزال الذي يؤدي إلى اهتزاز الأرض.

83 زلزالًا في 4000 عامًا 

وأوضح الشماع، أنه استعان بالمتخصصين في إثبات نظريته، وهي أن قدماء المصريين عرفوا الزلازل ، حيث ذكر أحمد بدوي أستاذ ورئيس قسم الزلازل، الشبكة القومية للزلازل المصرية ENSN، المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية أنه تم تسجيل حوالي 83 زلزالًا خلال الفترة من 2200 ق.م، وحتى عام 1899م أي في ما يقرب من 4000 عامًا.  

انخفاض في العصر الفاطمي

وتابع بسام الشماع ، تُظهر التوزيعات الزمنية لهذه الزلازل أن 7 فقط منها قد تم ذكرها خلال فترة قبل الميلاد وحتى نهاية القرن التاسع، وفي القرنين الحادي عشر والثاني عشر، فترة الحكم العبيدي «الفاطمي»، حيث لوحظ انخفاض كبير في عدد الزلازل.

زيادة في العصر المملوكي 

وبعد هذا الانخفاض، ارتفع عدد الزلازل مرة أخرى حتى القرنين الـ 15و16 العصر المملوكي، حيث بلغ عددًا مرتفعًا نسبيًا 10 زلازل، ويعد أشهرها زلزال 702 هجرية عصر الناصر محمد بن قلاوون، وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، عندما كانت مصر ولاية تابعة للإمبراطورية العثمانية، لوحظ انخفاض كبير آخر، وبلغ عدد الزلازل المُبلغ عنها أعلى قيمة له 17 زلزالاً في القرن التاسع عشر.

وزارة السياحة والآثار تعلن عدم تضرر أي أثر بسبب الزلزال

التوزيع المكاني للزلازل التاريخية لا يتوافق مع التوزيع البؤري للزلازل الحديثة، حيث أن تمركز السكان في شريط ضيق على طول وادي النيل والدلتا يخلق تحديات كبيرة في تحديد مواقع وتأثيرات الزلازل التاريخية في مصر، حيث تقع بؤر الزلازل بشكل شبه حصري في القاهرة والدلتا ووادي النيل، ومعظم الزلازل التي أثرت في هذه المناطق نشأت من بؤر تقع في منطقة الاندساس في الشمال ومنطقة التصدع في الشرق.

كما شهدت مصر زلازل مدمرة نشأت من قوس هلينيك والبحر الأبيض المتوسط الشرقي، بالإضافة إلى البحر الأحمر وفرعيه، خليج السويس وخليج العقبة، كما أثرت الزلازل المحلية المنشأ أيضًا على البلاد، وتم العثور على دلائل لوقوع زلازل في البوابة الثالثة لمعبد إمنحتب الثالث، وكذلك في مقصورة القارب للملك سيتي الثاني بالقرب من البوابة الأولى لمعبد الكرنك.

كما وصف الجغرافي سترابو زلزال عام 27 ق.م، والكلام هنا على لسان الشماع، تدمير أحد تمثالي ممنون في معبد إمنحتب الثالث بالبر الغربي من الأقصر من التقارير النادرة التي توثق التأثيرات الزلزالية المدمرة في مصر القديمة.

الدراسات الآركيولوجية الزلزالية بمعبد إمنحتب الثالث 

تم توثيق نتائج هذه الدراسات من قبل أركادي كاراخانيان، وأرا أفاكيان، وهوريغ سورووزيان، حيث قالوا، "توفر دراساتنا في معبد إمنحتب الثالث، التي أُجريت ضمن مشروع الحفريات والترميم في كوم الحيطان بالبر الغربي بالأقصر، معلومات جديدة حول التاريخ الزلزالي لمدينة طيبة القديمة.

فقد كُشفت علامات واضحة على ظاهرة السيولة الأرضية في موقع المعبد، وأظهرت الحفريات وجود عروق وسدود رملية تشكلت بسبب آلية التمدد الجانبي، كما تم اكتشاف آثار واضحة للسيولة الأرضية الناتجة عن التمدد الجانبي في معالم أثرية أخرى على الضفة الغربية لنهر النيل، وتطبيق الأساليب التاريخية والآثارية والجيولوجية مكننا من تحديد الفترة الزمنية للزلزال المسؤول عن الأضرار في معابد الضفة الغربية بين عامي 1200 و901 قبل الميلاد" 

ثم توصلوا إلى استنتاج مفاجئ بقولهم، “علاوة على ذلك، لم نجد أي علامات تدل على وقوع زلزال في عام 27 قبل الميلاد، وقد يُخفي سفح هضبة طيبة صدعًا في القاعدة الصخرية يتميز بحركات انزلاقية عمودية وأفقية مشتركة، وقد يكون الصدع الموجود جنوب شرق الموقع، بالقرب من مزار قديم، ناتجًا إما عن تمزق زلزالي نشط في سطح الصدع، أو عن تأثير زلزالي ثانوي ظهر في شكل تمزق فرعي وفشل في التربة”. 

أما المؤرخ  أميانوس مارسيليانوس و الكلام على لسان الشماع ، وهو كاتب من القرن الرابع، قال: "إنه بعد زلزال وقع في 21 يوليو عام 365، تراجع البحر ثم غمر العديد من السواحل، من بينها الإسكندرية المصرية، ويبدو أن العديد من المؤرخين القدماء الآخرين أشاروا إلى هذا الحدث على أنه “زلزال عالمي” 

وتشير أدلة تاريخية جديدة إلى أن العديد من التقارير التاريخية، في تلك الفترة الحرجة كانت متأثرة بالأفكار الدينية والسياسية، وقد تم التشكيك في وصف أميانوس، وبناءً عليه، توجد ثلاثة سيناريوهات محتملة للإسكندرية: دمار واسع، أضرار هامشية، أو عدم تعرضها لأي ضرر نتيجة تسونامي عام 365، وربما يكون فنار فاروس قد تحطم نتيجة زلازل وتسونامي.  

تم نسخ الرابط