رغم الأزمات الاقتصادية.. تحويلات المصريين بالخارج تواصل الانتعاش

حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج، انتعاشها منذ تحرير سعر صرف مرن في عام 2022 وحتى الآن، لتستمر فى تعزيز النقد الأجنبى، فى مواجهة الأزمات الاقتصادية التي شهدتها البلاد الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية والحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة خلال الآونة الأخيرة.
وواصلت تدفقات أموال المصريين بالخارج فى الصعود خلال 11 شهرًا من العام المالى الماضى، بالرغم من تراجع مصادر النقد الأجنبي الأخري أبرزها إيرادات قناة السويس.
كشف البنك المركزي المصري، أن تحويلات المصـريين العاملين بالخارج شهدت بعد عام من الإجراءات الإصلاحية المتخذة في مارس 2024 (الفترة مارس/فبراير 2024/2025) قفزة تاريخية غير مسبوقة حيث ارتفعت بمعدل 72.4% وبمقدار 13.7 مليار دولار لتصل إلى نحو 32.6 مليار دولار.
كما ارتفعت خلال فبراير 2025 للشهر الثاني عشـر على التوالي بأكثر من الضعف، لتصل إلى نحو 3 مليارات دولار (مقابل نحو 1.3 مليار دولار خلال شهر فبراير 2024)، وهي تدفقات لم تحدث من قبل خلال شهر فبراير تاريخياً من كل عام، بحسب المركزي.
بينما ارتفع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 48.144 مليار دولار بنهاية شهر أبريل الماضي، مقابل 47.757 مليار دولار في شهر مارس 2025، وفقًا لبيانات البنك المركزي المصري، بزيادة 387 مليون دولار.
وقال خبراء مصرفيون أن انتعاش تحويلات المصريين العاملين بالخارج تمثل رسالة ثقة المؤسسات الدولية عن ثبات الاقتصاد المصرى رغم الأزمات، وتعكس ثقة المصريين المقيمين بالخارج فى الاقتصاد المصرى عن عدم تعرض أموالهم لأى مظهر من مظاهر الاضمحلال فى المستقبل القريب أو البعيد ما يعزز من الاستثمار الأجنبى المباشر و الاحتياطي الأجنبى.
وأوضح الخبراء في تصريحات صحفية لموقع «نيوز رووم» أنه من المتوقع استمرار زيادة تحويلات المصريين المقيمين بالخارج، مدفوعا بعدة أسباب، استقرار سعر صرف الدولار والقضاء على السوق السوداء، وهو ينعكس بشكل إيجابي في الزيادة النسبية للمصريين العاملين بالخارج.
تحويلات المصريين أهم مصادر العملة الصعبة
وفي سياق متصل قال وليد ناجى الخبير المصرفي إن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تعد أحد أهم مصادر العملة الصعبة لمصر، مشيرا أنها تأتى فى المرتبة الثانية بعد التصدير للخارج.
وأوضح أن العمالة المصرية بالخارج تتميز بالتنوع بحسب نوع العمل، بمختلف الدول حول العالم.
وأضاف أن استمرار ارتفاع قيمة تحويلات المصريين بالخارج تعتبر مؤشر جيد لسلامة الاقتصاد المصرى، تعطى رسالة جدية عن السوق المصرية للمؤسسات الدولية، بأنه فى ظل الأزمات العالمية إلا أن ثانى أكبر مصدر للعملة الأجنبية فى مصر فى حالة نمو.
ومن جهه أخرى قال شهاب محمد الخبير المصرفي إن نمو تحويلات المصريين العاملين بالخارج رد فعل لاستقرار الوضع الاقتصادى للدولة، وهو مايمنح السوق المصري الثقة مقارنة بالاسواق الأخري.
الزيادة تمنح أيضا المصريين المقيمين بالخارج الأمان
وأضاف «محمد» أن تلك الزيادة تمنح أيضا المصريين المقيمين بالخارج الأمان في تحويل أمواله للسوق المصرية دون خوف، خاصة بعد ازمة نقص التدفقات الأجنبية خلال السنوات الماضية.
وأشار إلى أن تحويلات المصريين بالخارج تساهم في تعزيز تدفقات الاستثمار الأجنبى، والودائع بالعملة الأجنبية داخل القطاع العائلى، ما أدى إلى صعودها فى الفترة الأخيرة.
ارتفاع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي :
ارتفعت صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة للداخل لتسجل نحو 6 مليار دولار خلال النصف الأول من العام المالي الجاري 2024/ 2025، مقابل 5.5 مليون دولار في النصف المقابل من العام المالي الماضي، حسبما أفاد البنك المركزي المصري .
وقال البنك المركزي في بيان أداء ميزان المدفوعات المصري الذي نشره على موقعه الالكتروني منذ قليل، إن الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالقطاع البترولي شهدت صافي تدفق للداخل بقيمة 196.9 مليون دولار مقابل صافي تدفق للخارج بلغ 422.2 مليون دولار، كمحصلة لارتفاع التدفقات الواردة للقطاع البترولي لتسجل نحو 2.9 مليار دولار مقابل 2.6 مليار دولار في فترة المقارنة السابق ذكرها