عبادات ينصح بها في شهر رجب

يغفل الكثير من المسلمين عن شهر رجب، وفضله، وما يستحب فيه من العبادات خاصة في الليل، حيث جعل الله سبحانه وتعالى لعباده ساعة إجابة فينبغي اغتنامها قبل الفجر.
فضل شهر رجب
شهر رجب هو شهرٌ حرام (لأنه من الأشهر الحُرُم التي يُعظِّم فيها ربنا الآثام. وإن كانت محرمة في سائر السنة، إلا أنها في هذه الأيام تكون أشد حرمة).
ولشهر رجب مسميات عدة حيث سُمِّي "رجب الفرد"، لأنه يأتي منفردًا خارج الشهور التي تأتي متتابعة: ذو القعدة، ذو الحجة، والمحرم)، و"رجب الأصم" (أي الوحيد، مثل الجذر الأصم في الرياضيات؛ وسُمِّي بذلك لأنه جذر واحد فقط، وقيل: لأنه لا تُسمع فيه قعقعة السلاح للقتال).
ويعرف بـ"رجب الأصبّ"، لأن الله يصبّ فيه الرحمات والبركات والسكينة على عباده صبًّا.
عبادات في شهر رجب
قالت منى عاشور، الواعظة بالأزهر الشريف، إن مكانة شهر رجب بصفته أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى عنها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}، موضحة فضل الشهر الكريم، وتجنب الظلم فيه، سواء على النفس أو الآخرين.
كما أكدت على أهمية الإكثار من العبادات فيه مثل الصيام وقيام الليل، مستشهدةً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان."
وأوضحت أن رجب يمثل فرصة للاستعداد الروحي لشهر رمضان، وعرضت بعض المواقف من حياة الصحابة، حيث كانوا يعظمون الأشهر الحرم، ويحرصون على الإكثار من الأعمال الصالحة فيها، مشيرة إلى أن الاقتداء بهم يُعد وسيلة لتقوية العلاقة مع الله، مؤكدةً أن الله ينظر إلى القلوب والأعمال، وليس إلى القدرات الحسية.
وشددت على ضرورة انشغال الإنسان بالأعمال الصالحة خلال شهر رجب استعدادًا لشهر رمضان، وكأن العام أشبه بشجرة تبدأ بإظهار أوراقها في رجب، ثم تزهر وتثمر في شعبان، ليجني الناس ثمارها في رمضان.
التوبة في شهر رجب
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن شهر رجب تقدمه لرمضان وتهيئة لشعبان، لذا ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر العظيم، وأن ننتقل من دائرة غضب الله إلى رضاه، ومن معصيته سبحانه وتعالى ومجاهرته بالذنوب ليل نهار إلى المسارعة إلى مغفرته سبحانه وتعالى.
علينا أن نتوب إلى الله، والتوبة الصادقة هي التي يعزم فيها الإنسان على ألا يعود إلى الذنوب أبدًا. ومع ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى خلق ابن آدم خطّاء، كما قال رسول الله ﷺ وهو يعلّمنا كيف نربي أنفسنا : (كل بني آدم خطّاء، وخير الخطّائين التوّابون).
كلمة "خطّاء" و"توّاب" على وزن "فعّال"، وهي صيغة تدل على تكرار وقوع الفعل وكثرته. لذا يجب علينا أن نكرر التوبة، وكلما وقعنا في الإثم أو المعصية، فلا نيأس، بل نعود إلى الله. فإن الله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده.
كما ورد في الحديث الشريف: (لَلّهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه، وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها. فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته. فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح).