عاجل

وداعًا "خوسيه موخيكا".. أفقر رئيس في العالم وأيقونة الزهد السياسي

خوسيه موخيكا
خوسيه موخيكا

توفي رئيس أوروغواي الأسبق خوسيه موخيكا، المعروف عالميًا بلقب “أفقر رئيس في العالم”، عن عمر ناهز 89 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض السرطان، حسبما أعلن الرئيس الحالي ياماندو أورسي في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). ونعاه بقوله: “كان رئيسًا وناشطًا ومرشدًا وقائدًا”.

عُرف موخيكا بحياته المتواضعة ومواقفه السياسية الفريدة، وكان من أبرز الشخصيات في أمريكا اللاتينية والعالم، حيث أثار إعجاب الملايين بنمط حياته الزاهد واختياره البعيد عن مظاهر السلطة والترف.

خوسيه موخيكا محارب ثوري تحول إلى زعيم إنساني

ولد خوسيه موخيكا عام 1935 قرب العاصمة مونتيفيديو، وانخرط منذ شبابه في النشاط اليساري، حيث انضم إلى حركة “توباماروس” الثورية في ستينيات القرن الماضي. شارك في عمليات مسلحة ضد النظام العسكري، مما أدى إلى اعتقاله وسجنه لـ13 عامًا، أمضى معظمها في الحبس الانفرادي.

لكن السجن لم يُضعف عزيمته، بل خرج منه ليعيد تشكيل مسيرته، متحولًا إلى رمز للعدالة الاجتماعية والديمقراطية. التحق بحزب “الجبهة الواسعة” اليساري، وشغل مناصب سياسية عدة، قبل أن يُنتخب رئيسًا لأوروغواي بين عامي 2010 و2015.

خوسيه موخيكا رئيس يرفض الامتيازات

اشتهر موخيكا بأسلوب حياته البسيط. فقد رفض الإقامة في القصر الرئاسي، مفضلًا العيش في مزرعة ريفية بسيطة مع زوجته، حيث كان يزرع الزهور بنفسه. كان يتنقل بسيارة فولكس فاغن بيتل قديمة، ورفض بيعها حتى عندما عُرض عليه مليون دولار مقابلها.

كان راتبه الشهري كرئيس حوالي 12,500 دولار أمريكي، لكنه كان يحتفظ فقط بـ10% منه، ويتبرع بالباقي للجمعيات الخيرية. قال ذات مرة: “1,250 دولارًا كانت أكثر من كافية بالنسبة لي”.

خوسيه موخيكا معركة مع السرطان ونهاية مؤثرة

في ربيع عام 2024، تم تشخيص إصابة موخيكا بسرطان المريء، وخضع للعلاج الإشعاعي الذي أظهر نتائج إيجابية مبدئية. ورغم تدهور حالته الصحية، عاد في خريف العام ذاته إلى الساحة السياسية لدعم ائتلافه اليساري، مسهمًا بدور رمزي في فوز تلميذه السياسي ياماندو أورسي برئاسة البلاد.

لكن في يناير 2025، أعلن طبيبه أن السرطان قد عاد وانتشر إلى الكبد. ومع تفاقم حالته ووجود أمراض مناعية أخرى، قرر عدم مواصلة العلاج. في آخر مقابلاته الصحفية، قال: “بصراحة، أنا أحتضر. المحارب لديه الحق في الراحة”.

خوسيه موخيكا إرث سياسي وإنساني خالد

يُعد موخيكا من القادة القلائل الذين بقيت أقوالهم متطابقة مع أفعالهم. وقد ألقى خطابات عالمية مؤثرة، خاصة في الأمم المتحدة، ركّز فيها على البيئة، والعدالة الاجتماعية، ونقد استهلاك الموارد المفرط.

موخيكا لم يكن مجرد سياسي، بل حالة إنسانية نادرة ألهمت العالم. برحيله، تخسر أوروغواي والعالم صوتًا صادقًا في زمن تعج فيه السياسة بالزيف والادعاء.

تم نسخ الرابط