إطلاق 3 صواريخ من جانب الحوثيين على إسرائيل خلال 24 ساعة

أفادت مصادر إسرائيلية بإطلاق 3 صواريخ من جانب الحوثيين باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في تصعيد جديد على جبهة البحر الأحمر، وذلك وفقا لما أفادت به فضائية “القاهرة الإخبارية”.
قصف أمريكي
حملت الأيام الماضية تطورات لافتة على مستوى الجبهة اليمنية، وهي التطورات التي ارتبطت من جانب باستهداف الحوثيين لمطار بن غوريون، مرورًا بالقصف الإسرائيلي –المتزامن مع قصف أمريكي– على عدد من مناطق تنظيم الحوثي في اليمن، ومن جانب آخر بإعلان سلطنة عمان عن نجاح جهود الوساطة الخاصة بها لوقف إطلاق النار بين الحوثيين وبين الولايات المتحدة، وتعريجًا على ذلك أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تصريحات خلال الساعات الأخيرة، أن “الولايات المتحدة سوف تتوقف عن قصف الحوثيين في اليمن بعد أن وافقت الحركة اليمنية على التوقف عن تعطيل ممرات الشحن المهمة في الشرق الأوسط”، وذكر الرئيس الأمريكي أن “الحوثيين استسلموا، وأن الضربات الأمريكية ستتوقف” وفق تعبيره، وهي تطورات حملت العديد من التساؤلات التي صاحبتها، خصوصًا فيما يتعلق بماهية وحدود التوافقات التي توصلت إليها الولايات المتحدة مع الحوثي، فضلًا عن المؤشرات الخاصة بغياب تنسيق أمريكي إسرائيلي بخصوص الخطوة الأخيرة وما يعكسه ذلك، بالإضافة إلى حدود تماسك الاتفاق الأخير، والتداعيات التي ستترتب عليه.
دلالات مهمة
شهدت الأيام الماضية مجموعة من التطورات اللافتة المرتبطة بمسار التصعيد الخاص بالجبهة اليمنية، بدءًا من الاستهداف الحوثي لمطار بن غوريون، مرورًا بعودة الاستهداف الإسرائيلي للحوثيين، ووصولًا إلى الإعلان العماني الأمريكي الحوثي عن التوصل إلى تهدئة، وقد حملت هذه التطورات النوعية مجموعة من الدلالات والرسائل الأساسية، التي يمكن تناولها في ضوء الآتي:-
1- استمرار التصعيد الحوثي وتغير أنماط الاستهداف: أظهر الهجوم الحوثي الأخير على مطار بن غوريون، وهو الهجوم الأكثر نوعية وتصعيدًا من قبل التنظيم ضد إسرائيل في الأشهر الأخيرة، على اعتبار أن الهجوم استهدف واحدًا من أبرز المرافق الحيوية والاستراتيجية لتل أبيب، فضلًا عن أنه استطاع تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومن قبله استهداف التنظيم اليمني لحاملة الطائرات الأمريكية ترومان.. أظهرت هذه الهجمات قدرة من الحوثيين على التكيف مع الضربات الإسرائيلية المتقطعة التي تم توجيهها للتنظيم منذ نوفمبر 2023 وحتى اليوم، فضلًا عن التكيف مع الحملة الأمريكية المكثفة ضد التنظيم منذ منتصف مارس الماضي وحتى الإعلان عن الاتفاق الأخير، بما يبعث برسائل بأن تل أبيب فشلت في تحييد جبهة الحوثيين عن الحرب في غزة، على غرار ما حدث مع حزب الله اللبناني، ويبدو أن هذا التكيف الحوثي مع هذه الضربات يرجع بشكل رئيسي إلى حالة العجز الاستخباراتي الإسرائيلي فيما يتعلق بحالة الحوثيين، أما على مستوى الضربات الأمريكية، فإن هذه الضربات أسهمت فقط في تدمير بعض البنى التحتية الخاصة بالحوثي، وتقليص وتيرة ومعدل الهجمات الحوثية ضد إسرائيل، وهنا فإن الحديث ينصب عن تقليص هذه الهجمات وليس منعها.
وهنا يمكن الإشارة إلى استمرار قدرة الحوثيين على مهاجمة إسرائيل، باعتباره عاملًا معياريًا يمكن القياس عليه فيما يتعلق بمسألة خسائر التنظيم. في ضوء عدم توفر مؤشرات كمية يمكن من خلالها قياس مدى الخسائر التي لحقت بالحوثيين، مثل: عدد المواقع المدمرة، والقيادات التي استُهدفت، وعدد مراكز القيادة والسيطرة التي تم تدميرها.