قمة خليجية – أمريكية.. ترامب في جولة تحالفات بين الرياض وأبوظبي والدوحة

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء 13 مايو، جولة تمتد أربعة أيام في منطقة الشرق الأوسط، يزور خلالها ثلاث دول خليجية كبرى، في مسعى لتعزيز التحالفات الاستراتيجية، ودعم الاستثمارات المشتركة، ومناقشة الملفات الأمنية والنووية الحساسة، لا سيما في ظل تصاعد التوتر في غزة واستمرار المواجهة مع إيران.
استهل ترامب زيارته من العاصمة السعودية الرياض، حيث استقبله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحفاوة رسمية في مطار الملك خالد الدولي، قبل أن ينتقلا إلى قصر اليمامة لعقد قمة ثنائية موسعة تخللتها مراسم استقبال مهيبة، شملت عرضًا للخيول العربية والموسيقى العسكرية.
وبداية من الأربعاء تشهد الرياض توقيع أكثر من 12 اتفاقية تعاون بين الجانبين في مجالات الدفاع، العدل، الثقافة، والاقتصاد الرقمي، وسط ترقب لإعلانات إضافية خلال المنتدى الاقتصادي السعودي – الأمريكي، حيث أعرب ترامب عن أمله في رفع حجم الاستثمارات السعودية في السوق الأمريكية إلى تريليون دولار.
كما يحضر ترامب مأدبة غداء ملكية ضمّت قادة شركات أمريكية بارزة مثل Amazon، Google، OpenAI، Tesla، Boeing، وغيرها، في رسالة رمزية حول عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
القمة الخليجية – الأمريكية
تستضيف العاصمة السعودية الرياض، أعمال القمة الخليجية – الأمريكية، التي تُعقد على هامش زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجي، في إطار تعزيز التنسيق الاستراتيجي بين واشنطن والعواصم الخليجية، وبحث التطورات الإقليمية والقضايا الأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك.
أبوظبي: توطيد التعاون الدفاعي والذكاء الصناعي
15 مايو – الإمارات العربية المتحدة
في محطته الثانية، يتوجه الرئيس ترامب إلى أبوظبي حيث يلتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات. ويتم خلال الزيارة:
- توقيع مذكرات تفاهم في مجالات الدفاع المشترك، تكنولوجيا الفضاء، والأمن السيبراني.
- زيارة مقر شركة EDGE المتخصصة في الصناعات الدفاعية المتقدمة.
- عقد لقاء اقتصادي مغلق جمع رجال أعمال إماراتيين وأمريكيين، بهدف توسيع الشراكة الاستثمارية، خصوصًا في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة والتحول الرقمي.
الدوحة: طاقة واستراتيجيات إقليمية
16 مايو – قطر
يختتم الرئيس الأمريكي جولته في الشرق الأوسط بزيارة إلى الدوحة، حيث يلتقى الأمير تميم بن حمد آل ثاني ويبحث معه:
- قضايا الطاقة والغاز الطبيعي والتعاون في مشروعات البنية التحتية.
- تطورات الأوضاع في غزة، والملف النووي الإيراني.
- تنسيق الجهود الأمنية بين واشنطن والدوحة، في ظل وجود قاعدة العديد الجوية، التي تُعد أحد أبرز مواقع الانتشار الأمريكي في المنطقة.
- يزور ترامب القاعدة الجوية حيث يجتمع مع قادة الجيش الأمريكي، ضمن إطار تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية.
تحالفات تتجدّد في زمن التوازنات المتحركة
تُمثّل هذه الجولة أول زيارة لترامب إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة للمرة الثانية، وتحمل دلالات استراتيجية لواشنطن والمنطقة، في ضوء:
- إعادة تأكيد النفوذ الأمريكي في الخليج بعد سنوات من التوتر وغياب التنسيق الكامل.
- مواجهة التمدد الروسي والصيني في المنطقة من خلال تعميق الشراكة مع الحلفاء الخليجيين.
- إعادة صياغة التعاون الاقتصادي من مجرد استثمارات تقليدية إلى شراكات تكنولوجية متقدمة في مجالات الذكاء الاصطناعي، الأمن السيبراني، والطاقة المتجددة.
- دعم مشاريع "رؤية السعودية 2030"، ومبادرات الإمارات وقطر للتحول إلى اقتصادات رقمية متقدمة.