عاجل

طارق حجي : واجهت الإرهاب بالفكر أمام بوتين .. والروس أُعجبوا برؤيتي

المفكر المصري طارق
المفكر المصري طارق حجي

كشف المفكر المصري طارق حجي تفاصيل محاضرته أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2017، والتي حملت عنوان "كيف نقضي على الإرهاب؟"، موضحًا أن المحاضرة لاقت إعجابًا كبيرًا من بوتين، وفتحت نقاشًا معمقًا حول الفرق بين مواجهة الإرهاب بالسلاح ومواجهته بالفكر.

منهج ثقافي وتربوي

وقال حجي، في حوار خاص مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، خلال برنامجه «آخر النهار» عبر قناة «النهار»، إن المحاضرة ركزت على أهمية محاربة الفكر المتطرف "الإرهاب" بمنهج ثقافي وتربوي طويل المدى، بدلًا من الاكتفاء بالمواجهة الأمنية والعسكرية، التي وصفها بـ"حرب العضلات".

وأضاف: "أوضحت في المحاضرة أن الخطر الحقيقي يكمن في الأفكار العقائدية المتطرفة، التي تنتج الإرهاب وتغذيه، وأنه لا يمكن القضاء على الإرهاب فعليًا دون تغيير هذه القناعات من الجذور".

بوتين متأثر بمحاربة الإرهاب فكريًا

وأشار حجي إلى أن الرئيس الروسي أبدى إعجابًا خاصًا بهذه الفكرة، لأنها تمس جوهر الأزمة التي تواجهها روسيا في بعض جمهورياتها الآسيوية، والتي تنشط فيها جماعات إرهابية من بينها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن بوتين نفسه قال إن هذا النوع من المواجهة الفكرية غائب عن كثير من السياسات العالمية في التعامل مع الإرهاب.

وأوضح حجي أن المؤسسة البحثية الروسية التي استضافته في المحاضرة، كان قد انضم إليها كعضو منذ عام 2012، ومنذ ذلك الحين شارك في عدة مؤتمرات دولية، حيث تطور التفاهم بينه وبين بوتين، ونشأت مودة شخصية وتقدير متبادل خلال تلك اللقاءات.

تأثير الأدب والثقافة الروسية 

وعن خلفيته الثقافية، قال طارق حجي إنه يكن حبًا خاصًا لروسيا وثقافتها، مؤكدًا أن جيله نشأ على تأثير الأدب الروسي والمكتبات السوفيتية التي كانت متاحة في مصر خلال عقود ماضية.

وأضاف: "الثقافة الروسية تركت بصمة واضحة في العقل العربي، سواء من خلال أعمال الأدباء الكبار مثل دوستويفسكي وتولستوي، أو عبر الحضور الثقافي الواسع للمؤسسات الروسية في مصر"، معتبرًا أن هذا التقاطع الثقافي بين الشرق العربي والشرق الروسي يخلق أرضية مشتركة للتفاهم في قضايا إنسانية كبرى مثل التطرف والإرهاب.

حرب العقول أخطر من السلاح

أكد حجي أن أخطر ما في الإرهاب هو انتشاره داخل العقول والضمائر، وليس فقط في الخلايا المسلحة، موضحًا أن تغيير السلوك الإرهابي يبدأ من تفكيك البنية الفكرية المغلقة التي تقوم عليها الحركات المتطرفة.

واختتم بالقول: "الناس تنشغل بالحرب ضد السلاح، لكن الحرب الأصعب والأكثر تأثيرًا هي الحرب ضد الفكر الظلامي، وإذا لم ننتبه لهذا النوع من المواجهة، فسيبقى الإرهاب يعيد إنتاج نفسه بأشكال جديدة".

مصر نموذج للمواجهة المتكاملة

وفي ختام حديثه، أشار طارق حجي إلى أن مصر قدمت نموذجًا مهمًا في المواجهة الفكرية للإرهاب، من خلال مؤسساتها الدينية والثقافية والتعليمية، مؤكدًا أن هذه المعركة يجب أن تستمر بشكل متواصل، حتى لا تعود الأفكار الهدامة للانتشار بين الشباب.

تم نسخ الرابط