شوقي علام: الشرع يبيح الفطر للمسافر وفق ضوابط محددة
شوقي علام: الشرع يبيح الفطر للمسافر وفق ضوابط محددة

أكد الدكتور شوقي علام ، مفتى الديار السابق السابق، أن الشريعة الإسلامية قد أرخصت للمسافر الفطر في شهر رمضان إذا بلغت مسافة سفره الحد الذي تقصر فيه الصلاة، مستدلًا بقول الله تعالى: "وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ".
السفر والصيام
وأوضح علام خلال حلقة برنامج "فتاوى الصيام"، المذاع على قناة الناس، أن المسافر الذي يفطر خلال سفره يجب عليه قضاءالأيام التي أفطرها بعد رمضان مشيرا إلى أن حكم فطر المسافر يختلف وفقًا لعدة حالات: إذا بدأ السفر بعد الفجر أو أثناء النهار، فهنا وقع الخلاف بين الفقهاء، حيث يرى بعضهم أنه يجب عليه إكمال الصيام ولا يجوز له الفطر استنادًا لقوله تعالى: "وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ"، بينما أجاز آخرون الفطر مستدلين بما ورد عن الصحابي أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه، الذي أفطر أثناء سفره رغم أنه لم يبتعد كثيرًا عن مدينته.
فضل الصيام وثوابه العظيم
وتابع: "إذا كان السفر يبدأ بعد الظهر وينتهي قبل المغرب، فالأفضل لهذا المسافر أن يُتم صومه، حتى لا يفوّت على نفسه فضل الصيام وثوابه العظيم، ولكن إذا أراد أن يفطر، فله أن يأخذ برأي العلماء الذين أباحوا ذلك، خاصة إذا كانت هناك مشقة شديدة في السفر، ففي هذه الحالة يجوز له الفطر من غير إثم ولا حرج".
التيسير في الشريعة الإسلامية مقصد أساسي
وشدد على أن التيسير في الشريعة الإسلامية مقصد أساسي، وأن الرخصة الشرعية جاءت لتحقيق رفع الحرج والمشقة عن المكلفين، مشددًا على أهمية مراعاة ظروف كل مسافر في اتخاذ قراره بالصيام أو الفطر وفقًا لما يتيحه الشرع.
حالات إباحة الفطر في رمضان
وأكد ، أن الشريعة الإسلامية أرخصت الفطر في رمضان لمن وجب عليه الصيام إذا تحقق فيه سبب من الأسباب التي ترفع عنه الحرج، فمن كان عاجزًا عن الصيام لكِبَر سن أو مرض مزمن لا يُرجى شفاؤه، فإنه يُفطر ويخرج فدية عن كل يوم، وهي إطعام مسكين، امتثالًا لقول الله تعالى: "وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ".
وأوضح : "أما من تعرض لمشقة زائدة تتجاوز الحد المعتاد، كالمريض الذي يُرجى شفاؤه، أو من كان في جهاد، أو من أصابه جوع أو عطش شديد وخشي على نفسه الضرر، أو كان يعمل في وظيفة لا يمكنه تأجيلها أو أداؤها مع الصوم وكان ذلك يؤثر على صحته، فإنه يجوز له الفطر على أن يقضي الأيام التي أفطرها بعد رمضان".
وتابع: "كذلك المسافر لمسافة القصر، والتي تُقدر بحوالي 83.5 كم، فله رخصة الفطر إذا شق عليه الصيام أثناء سفره، مع وجوب القضاء بعد ذلك، وذلك لقوله تعالى: "فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".
واستكمل: "المرآه الحامل والمرضع إن خافتا على نفسيهما أو على الجنين أو الطفل، فقد شرع لهما الفطر، وليس عليهما إلا القضاء متى استطاعتا".
وشدد على أن الله سبحانه وتعالى شرع رخصة الإفطار للتيسير على العباد، وأن الأحكام الشرعية قائمة على تحقيق المصلحة والتخفيف عن الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ".