سوريا - واشنطن
«التطبيع» مع سوريا على طاولة ترامب والرئيس السوري غدًا

بعد رفع العقوبات الأمريكية على سوريا، وموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على عقد لقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، غدًا في المملكة العربية السعودية، ينتظر الشارع السوري انفراجة جديدة في الأفق.
ففي الوقت الذي دعم فيه قادة دول الخليج الإدارة الجديدة في دمشق، جاءت تلك الخطوات بدعم – منهم – بمثابة تحولًا كبيرًا في السياسة الأمريكية تجاه سوريا.
التطبيع: سوريا على طاولة ترامب
أعلن الرئيس ترامب أنه سيعمل على تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة، وذلك في أعقاب رفع العقوبات المفروضة على البلاد لمنحها، حسب وصفه، "فرصة للسلام".
ومن المقرر أن يعقد ترامب لقاءً مرتقبًا مع الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في المملكة العربية السعودية، في إطار جولته الإقليمية.
ويُذكر أن الشرع، الذي كان من قادة المتمردين، لعب دورًا أساسيًا في الهجوم العسكري الذي أسفر عن الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي.

ترامب: والتقارب مع سوريا
أوضح ترامب أن مبادرته لإعادة التقارب مع سوريا جاءت استجابة لتوصيات ودعم من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهما من أبرز الزعماء الإقليميين الذين سعوا إلى إنهاء حالة القطيعة مع سوريا في ظل الظروف السياسية الجديدة.
وقال ترامب خلال تصريحاته: "هناك حكومة جديدة نأمل أن تنجح"، وتابع قائلًا: "أقول: حظًا سعيدًا يا سوريا. أرونا شيئًا مميزًا".
ويُعد هذا التغير في الموقف الأمريكي دفعة كبيرة للرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع، الذي كان قد سُجن سابقًا في العراق بسبب مشاركته في التمرد المسلح ضد القوات الأمريكية بعد غزو العراق في عام 2003.
وفي يناير، تولى الشرع منصب رئيس الجمهورية السورية، وذلك بعد شهر فقط من هجوم عسكري مباغت نفذته جماعات متمردة بقيادة هيئة تحرير الشام، أسفر عن سقوط العاصمة دمشق، ووضع نهاية لحكم عائلة الأسد الذي استمر لما يقارب 54 عامًا.
وتسعى الولايات المتحدة، منذ تولي الشرع منصبه، إلى تقييم كيفية التعامل مع الوضع الجديد في دمشق، خاصة في ظل الجدل الكبير المحيط بماضي الشرع.

ترامب: بين إسرائيل وسوريا
وفي حين تعتبر هذه التصريحات من ترامب انعطافة كبيرة في الخطاب الأمريكي بشأن سوريا، فإنها تضع الإدارة الأمريكية في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، الحليف التقليدي لواشنطن، والتي أعربت عن قلقها العميق من خلفية الشرع المتطرفة، محذّرة من الاعتراف السريع بشرعيته.
وكان أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم أبو محمد الجولاني، قد انضم في وقت سابق إلى صفوف تنظيم القاعدة، حيث شارك في القتال ضد القوات الأمريكية في العراق بعد الغزو في عام 2003.
ولا يزال الشرع يواجه مذكرة توقيف عراقية بتهم تتعلق بالإرهاب. كما أن الولايات المتحدة كانت قد عرضت مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار مقابل أي معلومات تؤدي إلى تحديد مكانه، نظرًا لصلاته الوثيقة السابقة مع تنظيم القاعدة.
وعاد الشرع إلى سوريا مع بداية الانتفاضة في عام 2011، حيث أسّس فرعًا محليًا للقاعدة، عُرف آنذاك باسم "جبهة النصرة". لكنه لاحقًا أعلن فك ارتباطه بالتنظيم الأم، وأعاد تشكيل مجموعته تحت اسم "هيئة تحرير الشام"، في محاولة لتقديم نفسه كقوة محلية وطنية أكثر من كونه فصيلًا جهاديًا دوليًا.
ومن المتوقع أن يشكل اللقاء المرتقب بين ترامب والشرع لحظة تاريخية، إذ سيكون أول لقاء بين رئيس أمريكي وزعيم سوري منذ القمة التي جمعت الرئيس الراحل حافظ الأسد بالرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في جنيف عام 2000.
وتاريخيًا، لطالما اتسمت العلاقات السورية - الأمريكية بالتوتر، بدءًا من الحقبة السوفيتية التي كانت فيها دمشق حليفًا وثيقًا لموسكو، ووصولًا إلى العقود الأخيرة التي باتت فيها سوريا واحدة من أقرب الحلفاء لإيران في العالم العربي، ما جعلها هدفًا مستمرًا للعقوبات والضغوط الغربية.