الكنيسة تنعى رحيل أحد شيوخ رهبان دير «الأنبا أنطونيوس» بالبحر الأحمر

توفي اليوم الراهب القمص تاوضروس الأنطوني، أحد شيوخ رهبان دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، عن عمر يناهز 77 عامًا، بعد حياة رهبانية استمرت نحو 50 عامًا.
وُلد الأب الراحل في 15 يناير 1948، وترهب عام 1975 وسيم قسًّا في عام 1977، ومن ثم نال درجة القمصية في 19 مارس 2002. وقد خدمت حياته الرهبانية في مناطق متعددة داخل الكنيسة، وكان له دور مهم في دير القديس الأنبا أنطونيوس، الذي يُعد أحد أعرق الأديرة في مصر.
أُقيمت صلوات تجنيزه اليوم في الساعة الرابعة مساءً، في كنيسة الشهيد مار جرجس بالقنطرة شرق التابعة لإيبارشية الإسماعيلية، حيث خدم الأب الراحل في هذه الكنيسة منذ عام 1979 حتى وفاته. ترأس الصلوات نيافة الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية، بحضور مجمع كهنة الإيبارشية.
بعد ذلك، سيتم نقل جثمانه إلى دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، حيث ستُقام مراسم صلاة الجنازة في تمام الساعة العاشرة مساءً.
عزاء البابا تواضروس
وتقدم قداسة البابا تواضروس الثانى بخالص العزاء لنيافة الأنبا يسطس أسقف ورئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ولمجمع رهبان الدير في نياحة الأب المبارك الراهب القمص تاوضروس الأنطوني، ويلتمس عزاءً لأسرته المباركة، طالبًا لنفسه البارة النياح والراحة النصيب والميراث في مجمع الأبكار.
حياة الأنبا أنطونيوس
ولد الأنبا أنطونيوس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف عام 251 ميلادية من والدين غنيين، ومات والده فوقف أمام الجثمان يتأمل زوال هذا العالم، فتغير قلبه، وفي عام 269 م، سمع صوتًا يقول له: "إن أردت أن تكون كاملًا اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني"، فكان هنا التحول وشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته.
ويظل الأنبا أنطونيوس هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، بحياته التى تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية خاصة نظام الوحدة، فخرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي.
ويُعد هذا الدير واحدًا من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، حيث يحتفظ بتاريخه الطويل ونظامه الرهباني الفريد. وقد شهد الدير في السنوات الأخيرة بعض الاكتشافات التي تلقي الضوء على تاريخ حياة الرهبان في العصور الأولى، وتُعد هذه الاكتشافات قيمة في فهم تطور الحياة الديرية في هذه البقعة المقدسة.