عاجل

هل يستطيع الذكاء الاصطناعي رعاية كبار السن ؟ مستقبل الرعاية الاجتماعية يتغير

هل يستطيع الذكاء
هل يستطيع الذكاء الاصطناعي رعاية كبار السن ؟

مع تنامي أعداد كبار السن في المملكة المتحدة، تتسارع وتيرة إدخال الذكاء الاصطناعي في الرعاية الاجتماعية، من أجهزة استشعار تراقب النوم إلى روبوتات تُستخدم لتدريب مقدمي الرعاية، قدمت شبكة "BBC “  الإجابة عن تساؤلات جوهرية تُثار حول أخلاقيات الاعتماد على التكنولوجيا، ومدى فعاليتها في تعويض التفاعل الإنساني.

تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تدخل عالم الرعاية الاجتماعية، من أجهزة الاستشعار حتى الروبوتات، لكن الخبراء يحذرون من المخاطر الأخلاقية والاعتماد المفرط على التكنولوجيا.

الذكاء الاصطناعي في الرعاية: أداة أم بديل

الدكتورة كارولين جرين، مديرة الأبحاث في معهد أخلاقيات الذكاء الاصطناعي بجامعة أكسفورد، أكدت خلال قمة الذكاء الاصطناعي في الرعاية الاجتماعية أن الذكاء الاصطناعي "جزء من الحل، وليس الحل الكامل".

جرين، حذّرت من تحيّز الأنظمة وتحديات الخصوصية، قائلة: "لا توجد سياسة حكومية واضحة حتى الآن بشأن توجيه استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا القطاع".

أجهزة استشعار.. ونوم أفضل

في دار رعاية "أوكلاندز" لـ كبار السن بمدينة ساوثهامبتون، تستخدم شركة AllyCares أجهزة استشعار تراقب غرف النزلاء ليلًا وتُرسل إشعارات لمقدمي الرعاية عند حدوث أمر غير طبيعي.

وبحسب المدير توماس تريدينيك، ساعدت التقنية على تحسين جودة نوم كبار السن وتقليل الحاجة للفحوصات الليلية اليدوية، كما ساهمت في تقليل حالات السقوط والمضاعفات الصحية.

كريستين هربرت، ابنة إحدى كبار السن وتُدعى بيتي (99 عامًا)، عبّرت عن قلقها في البداية من مراقبة والدتها، لكنها اقتنعت بعد الاطلاع على تقارير تُظهر أنها نالت نومًا هادئًا دون انقطاع.

تطبيق لاكتشاف الألم

في دار "إلمبروك كورت" بأوكسفوردشاير لـ كبار السن ، يُستخدم تطبيق "PainChek" الذي يُحلل تعابير الوجه لتقدير مستوى الألم لدى النزلاء، وهو ما يُعد حلًا مهمًا للحالات التي يصعب فيها التعبير عن الألم لفظيًا.

تقول نائب المديرة أيسلين مولي، إن التطبيق يُستخدم بالتعاون مع الأطباء لتحديد جرعات مسكنات الألم، كما يُطمئن العائلات بشأن راحة أحبائهم.

روبوتات للتدريب.. تفاعلية وتشعر بالألم

جامعة أكسفورد تطوّر روبوتات تُستخدم لتدريب طلاب الرعاية الصحية، بإمكانها التفاعل مع اللمسة البشرية والشعور "بالألم" في مناطق محددة من جسدها.

الدكتور ماركو بونتين، أشار إلى أن الهدف هو استخدام الروبوت كـ"توأم رقمي" للمريض، مما يُتيح تكرار الحالات الواقعية دون تعريض المرضى لأي أذى.

الطلب المتزايد والتحديات الكبرى

بحلول 2032، يُتوقع أن يصل عدد من تجاوزوا 67 عامًا في بريطانيا إلى 13.7 مليون شخص، ما يُضاعف من الضغط على قطاع الرعاية الاجتماعية.

تُواجه الحكومة تحديًا آخر يتمثل في انخفاض عدد العمال الأجانب في هذا القطاع، حيث أظهرت البيانات أن عدد تأشيرات العمل الصادرة للرعاية الصحية انخفض بنسبة 81% نهاية عام 2024.

التكنولوجيا لا تكفي وحدها

أستاذة الرعاية الاجتماعية في جامعة بورنماوث، لي آن فينج، شددت على أهمية عدم استخدام التكنولوجيا كبديل للقوى البشرية، بل كأداة داعمة.

وأضافت فينج، أن مراقبة الأفراد تثير تساؤلات أخلاقية، وقالت: "نحن بحاجة إلى التفكير مليًا في المخاطر، وليس فقط في مزايا الذكاء الاصطناعي".

مستقبل مرهون بالسياسات

رغم التفاؤل الرسمي، فإن الحكومة البريطانية لم تُوقع بعد على إعلان باريس الدولي بشأن الذكاء الاصطناعي، ومع ذلك، أكدت في بيان أنها تعتمد سياسة "الاختبار والتعلم" لدعم التحول الرقمي، وأن الذكاء الاصطناعي سيساعد على تحسين الوقاية وتقليل العبء عن المستشفيات.

تم نسخ الرابط