بسبب «ذكرى النكبة».. وزير التعليم الإسرائيلي يُهدد بإلغاء تمويل الجامعات

هدد وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، بإلغاء تمويل الجامعات التي تقيم فعاليات لإحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، وذلك بعد أن نظمت المجموعات الطلابية مظاهرات سنوية في الجامعات لهذا الغرض. 

وجاء هذا التهديد في أعقاب الأحداث التي وقعت في حرمي الجامعات العبرية في القدس وتل أبيب، اللتين دعمتا هذه الفعاليات.

فعاليات ذكرى النكبة الفلسطينية 

في منشور له على موقع X، قال كيش: "المجال الأكاديمي ليس منبرًا للتحريض تحت ستار حرية التعبير". وأضاف أنه قد وجه طلبًا إلى وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، من أجل إلغاء تمويل الجامعات التي دعمت هذه الفعاليات، مشيرًا إلى الجامعتين العبرية في القدس وتل أبيب كأمثلة على ذلك.

وفي وقت لاحق، أيد سموتريتش هذه الخطوة، وأكد في بيان أنه سيصدر تعليماته للسلطات المختصة بالتحرك فورًا لإلغاء التمويل المقدم لهذه الجامعات.

وهذا التصعيد حول إحياء ذكرى النكبة ليس أمرًا جديدًا، إذ يعتبر العديد من الإسرائيليين أن هذه الاحتفالات تمثل محاولة لتقويض وجود الدولة اليهودية. فالنکبة، التي تمثل نزوح نحو 700 ألف فلسطيني في عام 1948 مع قيام دولة إسرائيل، تُعدّ واحدة من أكثر القضايا حساسية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.

وفي إطار هذه التوترات، أعلنت مجموعات طلابية عربية في الجامعة العبرية بالقدس عن أهمية إحياء ذكرى يوم النكبة هذا العام، خاصة في ظل ما وصفته بـ"استمرار الإبادة الجماعية ضد شعبنا في غزة". وورد في بيان صادر عن المجموعات: "فلنرفع أصواتنا ضد هذه الإبادة الجماعية والتهجير"، وأضافوا أنهم سيحيون اليوم بقراءة رسائل وقصائد من سكان قطاع غزة الذي مزقته الحرب.

بيانات جامعة تل أبيب والجامعة العبرية

من جانبها، أصدرت كل من جامعة تل أبيب والجامعة العبرية بيانين أكدا فيهما دعمهما لحقوق طلابهما في إحياء ذكرى النكبة. وقد وصفت الجامعتان تهديدات وزير التعليم بأنها غير قانونية. وأكدت جامعة تل أبيب في بيانها أنها "ترفض رفضًا قاطعًا تهديدات وزير التعليم باتخاذ إجراءات غير قانونية وحجب التمويل عن الجامعة"، مشيرة إلى أن المظاهرات الطلابية في يوم النكبة تحظى بحماية قانونية بموجب قانون حرية التعبير والاحتجاج في إسرائيل. 

كما أكدت الجامعة العبرية أن تهديد كيش "يفتقر إلى أي أساس قانوني أو سند قانوني"، وأشارت إلى التزامها بتعزيز التعايش بين جميع شرائح المجتمع الإسرائيلي، مع ضمان حرية التعبير واحتضان التنوع في الحوار.

وردًا على ذلك، قال وزير التعليم في منشور على موقع X إن دعم هذه الفعاليات "يُقيد الحرية الأكاديمية"، وأردف قائلاً: "أي طالب يعتقد أن يوم النكبة هو يوم حداد وطني مدعو للدراسة في جامعة بيرزيت، وليس في جامعة أول مدينة صهيونية في إسرائيل". جامعة بيرزيت هي جامعة فلسطينية تقع في الضفة الغربية.

وفي ختام تصريحاته، أشار كيش إلى أن أي مؤسسة تعليمية تدعم أنشطة إحياء ذكرى النكبة يجب أن تتوقع حرمانها من التمويل الحكومي وفقًا للقانون الإسرائيلي.