طائرة قطر والسياسة الخارجية الأمريكية
«الإخوان المسلمين وحماس» سبب رفض المعارضين هدية قطر لـ «ترامب»

في خطوة أثارت الجدل، طالب مؤثرو حركة "ماجا" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفض طائرة فاخرة من طراز بوينج 747-8، والتي أهدتها العائلة المالكة القطرية لإدارته. الطائرة التي تُقدر قيمتها بحوالي 400 مليون دولار، كان من المفترض أن تُستخدم كطائرة رئاسية خلال الفترة المتبقية من ولاية "ترامب"، قبل أن تُنقل لاحقًا إلى مؤسسة مكتبة ترامب الرئاسية.
وانتقد المحللون والسياسيون المحافظون هذه الهدية، مشيرين إلى أن قبولها قد يضر بمصلحة الولايات المتحدة. في برنامجه، قال المحلل المحافظ بن شابيرو: "إن قبول هدايا من دول تدعم حماس والإخوان المسلمين وغيرهم ليس في مصلحة أمريكا". وأضاف أن هذا التصرف قد يؤثر سلبًا على سياسات الرئيس ترامب، ويشوه أجندته السياسية.
كما عبرت الناشطة السياسية "لورا لومر" عن استيائها من قبول هذه الهدية، واصفة إياها بـ "العار"، قائلة في تصريحاتها لصحيفة "بوليتيكو": "قطر ليست صديقتنا .. من المؤسف أن نرى الرئيس ترامب يقبل هدية من هذا النوع".
من جهته، لم يبدِ البيت الأبيض أي تعليق رسمي على مطالبات المؤثرين برفض الهدية، ولكن الموضوع أثار تساؤلات حول تأثير العلاقات الأمريكية مع قطر ودول أخرى في المنطقة على القرارات السياسية. ويبدو أن القضية أصبحت نقطة خلاف في الأوساط السياسية الأمريكية، إذ أن هناك انقسامًا حول مدى تأثير هكذا هدايا على السياسة الخارجية الأمريكية.
وتستمر هذه القضية في جذب الانتباه، ما يسلط الضوء على العلاقات السياسية المعقدة بين الولايات المتحدة وقطر في ظل التوترات الإقليمية.

ورد ترامب على هذه الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أنه لا يرفض العرض القطري، مُعتبرًا أن حصول وزارة الدفاع على طائرة جديدة لتحل محل طائرة الرئاسة الأمريكية القديمة يُعتبر صفقة شفافة وغير مؤذية، وأنه يقدر هذه اللفتة من قطر.
وأضاف في تصريحات للصحفيين: "لن أرفض أبدًا عرضًا كهذا"، معتبرًا أن الهدف هو تجنب تحميل دافعي الضرائب الأمريكيين عبءًا ماليًا إضافيًا.
الإخوان المسلمين وحماس كلمة السر
في المقابل، أبدت شخصيات أخرى مثل لورا لومر مخاوف من أن قبول الطائرة قد يُعقّد السياسة الخارجية الأمريكية، لا سيما في ما يتعلق بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية، وهو وعد لم يُنفذ في إدارة ترامب الأولى.
وتُعتبر قطر، رغم العلاقات الأمريكية الوثيقة معها، دولة تحاول الحفاظ على توازن دقيق في دعمها لبعض الجماعات الإسلامية مثل حماس والإخوان المسلمين، دون التأثير على علاقاتها الغربية.

وعبر العديد من الحلفاء الجمهوريين عن تحفظاتهم حول استخدام طائرة رئاسية قطرية، حيث عبر السيناتور ريك سكوت عن رفضه للطائرة، مشيرًا إلى أن قطر تدعم حماس، وطرح سؤالًا حول كيفية ضمان أمان الطائرة.
كما أبدى السيناتور جوش هاولي من ميسوري تفضيله لوجود طائرة رئاسية كبيرة وجميلة، مصنوعة في الولايات المتحدة الأمريكية.