مأساة صامتة بكفر الزيات.. سيدة تُنهي حياتها في قرية إبيار بسبب الديون

شهدت قرية إبيار التابعة لمركز كفرالزيات بمحافظة الغربية، مساء اليوم، واقعة مأساوية تسببت في حالة من الحزن الشديد بين الأهالي، حيث أقدمت السيدة "فضيلة السيد طعيمة"، البالغة من العمر أكثر من ستين عامًا، على إنهاء حياتها بتناول قرص الغلة السام، نتيجة تعرضها لأزمة مالية خانقة وتراكم الديون عليها بشكل فاق قدرتها على التحمل والسداد.
وبحسب المصادر الأمنية، فقد تم العثور على السيدة بمنزلها في حالة إعياء شديدة، وتم نقلها إلى مستشفى المنشاوي العام بطنطا، إلا أنها لفظت أنفاسها الأخيرة فور وصولها، متأثرة بتناول مادة سامة تستخدم عادة لحفظ الغلال، وتعد من الوسائل القاتلة السريعة. تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بالتحفظ على الجثمان داخل مشرحة المستشفى لحين الانتهاء من التحقيقات اللازمة والتصريح بالدفن.
وتشير التحريات الأولية إلى أن السيدة الراحلة كانت تمر بأزمة مالية طاحنة، بسبب تراكم القروض والديون، التي لم تستطع الوفاء بها. كما أفاد عدد من جيرانها وشهود العيان أن حالتها النفسية كانت متدهورة في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل شعورها بالعجز عن تسديد المبالغ المطلوبة، إلى جانب ما وصفوه بـ"نفور" المقربين منها وعدم تقديم الدعم أو المساندة في محنتها، وهو ما زاد من شعورها بالضيق واليأس.
صدمة أهالي القرية
أهالي القرية عبّروا عن حزنهم البالغ لما حدث، وأكدوا أن الفقيدة كانت تُعرف بسمعتها الطيبة بين الناس، وكانت تحاول بكل جهدها التغلب على ظروفها القاسية دون أن تلجأ للشكوى. لكن الضغوط النفسية والمادية التي تعرضت لها كانت أكبر من قدرتها على التحمل.
وتسلط هذه الواقعة الضوء على مشكلة الديون غير المنظمة في القرى والريف، لا سيما بين كبار السن والسيدات، والآثار النفسية والاجتماعية المترتبة عليها، كما تطرح تساؤلات حول دور الأسرة والمجتمع في تقديم الدعم للأشخاص الذين يمرون بأزمات مماثلة.
النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في الواقعة، بينما يخيّم الحزن على أهالي إبيار الذين ودّعوا السيدة فضيلة في صمت موجع، وسط دعوات بالرحمة والمغفرة، وبأن يتغمدها الله بواسع رحمته، ويصبر أهلها ومحبيها.