حماس - واشنطن
«سها عرفات» كلمة السر بمحادثات واشنطن وحماس للإفراج عن الرهينة الأمريكي

كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، في تقرير نُشر اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل قناة اتصال سرية جرت بين واشنطن وحركة حماس، أسفرت عن إطلاق سراح الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، والذي كان محتجزًا لدى الحركة منذ بداية الحرب الأخيرة في غزة.
ووفقًا للصحيفة، فإن هذه القناة بدأت بمبادرة "بشارة بحباحة"، الأمريكي من أصل فلسطيني، المقيم في واشنطن والمولود في القدس، بالتعاون مع رازي حامد، القيادي السابق في حركة حماس.
دور سها عرفات المحوري
أفاد التقرير بأن سها عرفات، أرملة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لعبت دورًا محوريًا في التأسيس لهذه القناة السرية، حيث جمعت بين الطرفين وساهمت في بناء الثقة الأولية بينهما، ما فتح الباب أمام سلسلة من الاتصالات المكثفة على مدار الأسابيع الماضية.

20 رسالة متبادلة واتصالات مع خليل الحية
بحسب معاريف، فقد تم تبادل نحو 20 رسالة واتصالًا هاتفيًا عبر هذه القناة السرية، شملت محادثات بين بحباحة وخليل الحية، كبير مفاوضي حركة حماس. واعتبرت هذه الاتصالات تمهيدًا لإقناع الحركة بالإفراج عن ألكسندر، بدون شروط سياسية مباشرة.
قناة مستمرة لا ترتقي إلى الطابع الرسمي
ووصفت الصحيفة هذه القناة بأنها "غير رسمية لكنها مستمرة"، وتحظى بموافقة أمريكية، رغم تصنيف حماس كمنظمة إرهابية بموجب القانون الأمريكي، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية منحت موافقة ضمنية على التواصل لأسباب إنسانية تتعلق بالمحتجزين.
يديعوت: البنية النادرة للتواصل مع الغرب
من جانبها، أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن بشارة بحباحة أصبح "الشخصية المركزية" في هذه القناة، التي وصفتها بـ"البنية النادرة للتواصل بين حماس والغرب"، والتي قد تتوسع مستقبلاً في ظل دعم من شخصيات فلسطينية بارزة مثل سها عرفات.
مبعوث ترامب لعب دورًا غير مباشر
أشار التقرير أيضًا إلى دور "ستيف ويتكوف"، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عمل بشكل غير مباشر عبر وسطاء، وتحديدًا المسؤولين القطريين، للمساعدة في إنجاح الوساطة، والتي قد تُسهم في تعزيز رصيد ترامب السياسي قبيل الانتخابات الأمريكية المقبلة.
رغم الدور الفاعل لبحباحة، إلا أنه لم يدلِ بأي تصريحات تعليقًا على ما تم تداوله، في حين أكد التقرير أن الإدارة الأمريكية تعتبر هذه الخطوة "تجربة قابلة للتكرار في قضايا أخرى".

إطلاع إسرائيل على أسرار المحادثات
كشف التقرير إلى أن إسرائيل علمت بهذه المحادثات من خلال أجهزتها الاستخباراتية، وليس عبر قنوات البيت الأبيض الرسمية، حيث تم اعتراض اتصالات سرية كشفت عن تفاصيل المفاوضات.
وفي سياق متصل، عندما زار وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي "رون ديرمر" العاصمة الأمريكية واشنطن الخميس الماضي، لم يبادر المسؤولون الأمريكيون بإطلاعه على وجود هذه القناة الخلفية، ما اضطره إلى طرح المسألة بنفسه على "ويتكوف"، الذي أكد له حينها أن المفاوضات قائمة، رغم أن حماس لم تكن قد وافقت بعد على إطلاق سراح ألكسندر.
وأوضح ويتكوف في ذلك الوقت أن إسرائيل لن تُطالب بتقديم أي تنازلات مقابل الإفراج.
من جهة أخرى، صرح مسؤول فلسطيني كبير أن إدارة ترامب أعربت عن استعدادها للضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار لمدة تتراوح بين 70 و90 يومًا، في حال تم إطلاق سراح ألكسندر.
وضمن هذا الإطار، اقترحت واشنطن إطلاق سراح 10 رهائن مقابل ذلك، على أن تضمن الولايات المتحدة وقطر ومصر التزام جميع الأطراف بوقف الأعمال العدائية خلال فترة التفاوض. غير أن الجانب الأمريكي لم يصدر تأكيدًا رسميًا بشأن هذه الشروط.