عاجل

أسامة فخري: التمَاس الأعذار فنّ راقٍ لا يُتقنه إلا أصحاب الأرواح الكبيرة

الدكتور أسامة فخري
الدكتور أسامة فخري الجندي

دعا الدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشؤون القرآن والمساجد بوزارة الأوقاف إلى ضرورة التماس الأعذار للناس فيما بينهم، وأنه لا يسلم أحد من زلّة أو تقصير، ولا ينجو قلب من وخز كلمة أو تصرّف قد يؤلمه، وهنا، لا يظهر جمال النفوس ولا يسطع نور الأرواح، إلا في لحظة عظيمة، تسمى لحظة التماس الأعذار.

وقال رئيس الإدارة المركزية لشؤون القرآن والمساجد إن التمَاس الأعذار ليس ضعفًا ولا سذاجة، بل هو رفعة خلق، ودليل صفاء قلب، واتساع صدر. 

التماس الأعذار للبشر

التماس الأعذار هو أن تؤمن أن من أمامك بشرٌ مثلك، له ما لك وعليه ما عليك، يغفل كما تغفل، ويخطئ كما تخطئ، وتعتريه الظروف وتثقله الهموم كما أنت.

أضاف، إن أجمل ما يقال في هذا المقام: "التمس لأخيك سبعين عذرًا، فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل له عذرًا لا أعلمه."
هذه العبارة التي تُربّي القلب على حسن الظن، وتُقوّي روابط المحبة، وتُطهّر النفس من شوائب الغل وسوء الفهم.

وقال «فخري»: أن الذين يلتمسون الأعذار هم الذين لا يحملون في قلوبهم غلًا، ولا يعرفون طريقًا إلى الانتقام، لأنهم ببساطة يعيشون بنقاء، ويعلمون أن إصلاح العلاقات أعظم من الانتصار للنفس.
فكم من قطيعة امتدّت سنين كان يكفيها عذر!، وكم من صداقات تهشّمت تحت وطأة التأويلات.وكم من خصام امتد بسبب سوء الظن.

أوضح أنه لو صبرت القلوب والتَمست الأعذار، لبقيت عامرة بالود، وبناء على ذلك فإن التماس الأعذار فنٌّ راقٍ لا يُتقنه إلا أصحاب الأرواح الكبيرة، الذين لا يضخّمون الزلات، بل يُنصتون لصوت الرحمة داخلهم، ويختارون إصلاح الجَسر بدلًامن هدمه.
وحين نلتمس الأعذار للناس، فإنما نلتمس لأنفسنا غفرانًا، ونرجو من الله أن يلتمس لنا في تقصيرنا وسهوِنا أعذارًا.

والأصل في المسلم السلامة، وحمل أمره على أحسن المحامل، ما لم يتبين خلاف ذلك، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات:12}

وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث.... وجاء في الأثر عن عمر -رضي الله عنه- أنه قال: ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إلا خيرا، وأنت تجد لها في الخير محملا. 

تم نسخ الرابط