العيش بالقرب من الأشجار يحسن صحة الرضّع: دراسة حديثة تكشف

في دراسة علمية حديثة، أكد باحثون من كلية "دورنزايف" للصحة العامة بجامعة دريكسيل الأمريكية وجود علاقة قوية بين العيش في بيئة تحتوي على الأشجار وتحسن صحة المواليد الجدد. وقد نُشرت هذه النتائج في مجلة Science of The Total Environment بتاريخ 23 أبريل 2025.
الهدف من الدراسة
سعت الدراسة إلى التحقق من تأثير المساحات الخضراء، خصوصًا الأشجار، على صحة الأطفال حديثي الولادة. وركزت على فهم العلاقة بين الأشجار المزروعة بالقرب من منازل الأمهات وصحة المواليد، مع مراعاة عوامل أخرى مثل:
- مستوى التعليم
- الدخل
- مؤشر كتلة الجسم لدى الأم
- العِرق
- ترتيب الحمل (حمل أول أو لاحق)
آلية تنفيذ الدراسة
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من مدينة بورتلاند بولاية أوريغون الأمريكية، حيث قامت منظمة "أصدقاء الأشجار" بزراعة أكثر من 36,000 شجرة بين عامي 1990 و2020. وقام الباحثون بقياس عدد الأشجار المزروعة ضمن نطاق 100 متر من منازل الأمهات خلال العشر سنوات السابقة للولادة، مستندين إلى بيانات المواليد للفترة بين 2015 و2020.
كما تم أخذ الغطاء الشجري القائم وتغطية الطرق في الحي بعين الاعتبار للحصول على نتائج دقيقة.
فوائد واضحة لصحة المواليد
أظهرت الدراسة أن وجود الأشجار – سواء المزروعة حديثًا أو القائمة – يرتبط بتحسين ثلاثة مؤشرات رئيسية لصحة الرضّع:
- زيادة وزن المولود عند الولادة.
- انخفاض خطر ولادة طفل صغير الحجم بالنسبة لعمره الحملي.
- انخفاض خطر الولادة المبكرة.
أرقام مهمة من الدراسة
كل شجرة مزروعة على بعد 100 متر من منزل الأم قبل الولادة بعشر سنوات، ارتبطت بزيادة في وزن المولود قدرها 2.3 غرام.
وجود 10 أشجار أو أكثر في نفس النطاق الجغرافي ارتبط بزيادة الوزن بمقدار 50 غرامًا، وهي زيادة ذات دلالة طبية مهمة.
لماذا 50 غرامًا قد تُحدث فرقًا كبيرًا؟
رغم أن الرقم يبدو ضئيلًا، إلا أن تأثيره واسع النطاق. فقد تم تشخيص 2879 طفلًا بأنهم وُلدوا بأقل من الوزن المثالي. ووفقًا لتقديرات الباحثين، لو اكتسب كل طفل في العينة 50 غرامًا إضافية، كان من الممكن تقليل عدد هؤلاء الأطفال بنحو 642 طفلًا، مما يقلل من مخاطر مشكلات النمو مستقبلاً.
فوائد نفسية للأمهات أيضًا
تشير الدراسة إلى أن الأشجار قد تقلل مستويات التوتر لدى الأمهات، وهو عامل مهم في تقليل خطر الولادة المبكرة. وتدعم أبحاث أخرى هذا التأثير النفسي الإيجابي، موضحة أن المساحات الخضراء تخلق بيئة مريحة تعزز ما يسمى بـ"الانبهار الناعم"، في مقابل الضغط الناتج عن البيئات الحضرية المكتظة.
أدلة سابقة تدعم نتائج الدراسة
ليست هذه الدراسة الأولى التي تربط بين المساحات الخضراء والصحة. ففي عام 2013، ربطت دراسة فقدان ملايين الأشجار بسبب الآفات الحشرية بزيادة في وفيات القلب والجهاز التنفسي، مما يؤكد أهمية الأشجار كعامل حماية صحي في البيئات الحضرية.
التوصيات: الطبيعة خيار صحي
على الرغم من أن الدراسة لا تثبت السبب المباشر، إلا أنها تُعد واحدة من أقوى الأدلة على تأثير الطبيعة الإيجابي على صحة الإنسان منذ المراحل الأولى للحياة. ولذلك، إن كنت أمام خيار السكن بجانب مساحات خضراء أو في منطقة أقل خضرة، فإن الخيار الصحي الواضح هو القرب من الطبيعة.