حمدي العربي: قناة السويس تستعيد مكانتها .. وصناعة السفن مفتاح التحول الإقليمي

قناة السويس تستعيد مكانتها وتوطين صناعة السفن مفتاح التحول الإقليمي
أكد الخبير والمستشار البحري الربان الدكتور حمدي العربي أن قناة السويس تسير بخطى واثقة نحو استعادة موقعها كأحد أهم الممرات الملاحية العالمية، مشددًا على أن تعافي حركة الملاحة سيكون تدريجيًا، ويتطلب حزمة من الإجراءات المتكاملة لإعادة ثقة شركات الملاحة والتأمين الدولية.
تطوير قناة السويس
وفي حوار له عبر برنامج "اقتصاد مصر" على قناة "أزهري"، أوضح الدكتور العربي أن المرحلة المقبلة تتطلب تنسيقًا مكثفًا مع شركات التأمين العالمية، بهدف تقليص تكاليف التأمين على السفن المارة بالقناة، لاسيما بعد الحوادث السابقة مثل واقعة "إيفر جيفن"، التي أثّرت على صورة القناة كممر آمن.
وأشار إلى أن بناء الثقة من جديد يتطلب التأكيد على سلامة الممرات الملاحية واتخاذ تدابير أمنية فعالة، بما يشجع الشركات العالمية على العودة لاستخدام قناة السويس كخيار أول لنقل بضائعها.
جذب السفن ذات الحمولات
أكد الدكتور العربي أن أحد محاور تطوير الملاحة في قناة السويس يجب أن يركز على جذب السفن ذات الحمولات الكبيرة، مثل ناقلات النفط العملاقة وسفن الحاويات، نظرًا لما توفره من عوائد مالية مرتفعة نتيجة لرسوم العبور، مشددًا على أن توفير بيئة خدمية متكاملة وفعالة هو مفتاح جذب هذه الفئة من السفن، التي تبحث عن السرعة، الأمان، والخدمات الداعمة خلال الرحلة.
لفت الخبير البحري إلى أن المنطقة الاقتصادية المحيطة بقناة السويس تمتلك إمكانيات واعدة، ويمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تقديم خدمات بحرية متكاملة. ودعا إلى تطوير خدمات الإرشاد البحري والقطر، فضلاً عن توسيع مجالات الخدمات اللوجستية والصيانة، بما يضمن تسهيل حركة السفن العابرة وزيادة تنافسية القناة على مستوى العالم.
إصلاح السفن في مصر
واعتبر الدكتور العربي أن الاستثمار في توطين صناعة بناء وإصلاح السفن يمثل ركيزة استراتيجية لدعم الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى الإمكانيات الجغرافية التي تتيحها السواحل المصرية الممتدة، قائًلا: "تطوير هذا القطاع سيعزز من قدرة مصر على تقديم خدمات بحرية متكاملة، ويحولها إلى مركز إقليمي لصناعة وصيانة السفن."
وأكد العربي أن تحقيق هذه الأهداف يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية البحرية، بما يشمل إنشاء ترسانات بحرية حديثة، وتطوير موانئ بمواصفات عالمية، فضلًا عن الاهتمام بتأهيل الكوادر البشرية. وشدد على أهمية تدريب الفنيين والمهندسين على أحدث التقنيات العالمية في مجال بناء السفن وصيانتها، لضمان تقديم خدمات منافسة ترقى لمستوى الأسواق العالمية.

البنية التحتية والتدريب
تأتي تصريحات الدكتور حمدي العربي في وقت حرج تسعى فيه مصر إلى تعزيز مكانة قناة السويس، ليس فقط كممر لعبور السفن، بل كمركز لوجستي وصناعي عالمي، ويُعد ذلك جزءًا من رؤية شاملة تهدف إلى تحويل مصر إلى منصة بحرية متكاملة تدعم التجارة العالمية وتستقطب استثمارات ضخمة في القطاع البحري