عاجل

القيم التربوية غائبة.. وخبيرة تربوية تطالب بإعادة النظر في حفلات تخرج المدارس

شيماء علي ماهر
شيماء علي ماهر

كشفت شيماء علي ماهر، مسئولة مبادرة "بتعليم ولادنا نبني بلدنا" عن موجة غضب مما يحدث في حفلات التخرج بالمدارس. 

تقول: "انتهى موسم حصاد عام دراسي آخر، وتزينت جنبات المدارس ببهجة الخريجين وألوان احتفالاتهم  مشهد يتكرر كل عام، يبعث على السرور ويجسد لحظة فارقة في حياة الطلاب وأسرهم". 

لكن وسط هذا العرس السنوي، يبرز سؤال يستحق التوقف والتأمل: "هل تجاوزت فعاليات التخرج هذا العام حدود الاستعراض والترفيه، لترسخ في نفوس الخريجين قيمًا تربوية حقيقية؟".

الانتشار الواسع لحفلات التخرج 

وأضافت : "لقد كان من اللافت للانتباه هذا العام، الانتشار الواسع لحفلات التخرج في مختلف المراحل التعليمية وفي مختلف المدارس على مستوى الجمهوريه جهد مشكور، يعكس اهتمام المؤسسات التعليمية بتكريم طلابها والاحتفاء بإنجازاتهم، إلا أن المتأمل في تفاصيل هذه الاحتفالات يجد غالبًا تركيزًا ملحوظًا على الجانب الاستعراضي؛ عروض فنية متنوعة، فقرات غنائية راقصة، واستعراض لأنشطة الطلاب الفنية والمسرحية - وهو أمر محمود بلا شك في إبراز مواهبهم وتشجيع إبداعاتهم".

بيئة التعلم الآمنة

وتابعت: "لكن، وسط هذا الزخم من الأداء والبهجة، غاب الحضور القوي للعناصر التربوية الهادفة، افتقدنا تلك اللوحات الفنية المعبرة التي تجسد قيمة الأمانة في التعاملات، أو تنبذ سلوك التنمر، الذي بات آفة تهدد بيئة التعلم الآمنة، تضاءلت المشاهد المسرحية التي تغرس في الأجيال الصاعدة أهمية الصدق في القول والفعل، أو أي رسالة مدرسية سامية تسعى المؤسسة التعليمية لترسيخها في وجدان طلابها".

وقالت في تصريحات لـ«نيوز رووم» : إن المدارس التي أولت اهتمامًا خاصًا لدمج هذه القيم التربوية في صلب احتفالات تخرجها، وقدمت محتوى هادفًا يتجاوز حدود الترفيه البصري والسمعي، تستحق بجدارة لقب "الرائدة" والمركز الأول.

ولقد أدركت هذه المؤسسات أن حفل التخرج ليس مجرد مناسبة للاحتفال بالانتهاء من مرحلة دراسية، بل هو فرصة سانحة لتوجيه رسالة أخيرة مؤثرة للخريجين، وبناء جسر من القيم يربطهم بمبادئ مدرستهم طوال حياتهم.

حفلات تخرج أكثر توازن

واستكملت : "لا شك أن استعراض الأنشطة الفنية والمسرحية يمثل جانبًا مهمًا في إبراز طاقات الطلاب وتشجيعهم  ولكن، هل يمكننا أن نطمح إلى احتفالات تخرج أكثر توازنًا؟ احتفالات تمزج بين جمال العرض وعمق الرسالة، بين متعة المشاهدة وقوة التأثير التربوي؟".

واختتمت: "إن الحاجة ماسة إلى إعادة النظر في أولوياتنا عند التخطيط لحفلات التخرج. فلنجعلها مناسبات لا تُنسى ليس فقط ببريقها ولمعانها، بل بما تحمله من قيم نبيلة ورسائل هادفة، تبقى محفورة في ذاكرة الخريجين وتلهم خطواتهم المستقبلية فلنغتنم هذه اللحظات الثمينة لغرس بذور الخير والقيم في نفوس قادة المستقبل، بدلًا من الاكتفاء بقطف ثمار الفرح المؤقت".

تم نسخ الرابط