عاجل

أمل جديد لفاقدي البصر: دواء مبتكر قد يعيد القدرة على الرؤية

 علاج فقدان البصر
علاج فقدان البصر

في خطوة علمية غير مسبوقة، تمكن فريق من الباحثين في كوريا الجنوبية من تطوير علاج تجريبي يُتيح للعين القدرة على تجديد خلاياها العصبية، مما يفتح أفقاً جديداً في علاج حالات فقدان البصر الناتجة عن أمراض وأضرار شبكية البصر،هذا الاكتشاف العلمي قد يشكل خطوة كبيرة نحو استعادة الرؤية للعديد من المرضى الذين يعانون من العمى بسبب التدهور العصبي في شبكية العين أو إصابات العين المستعصية.

العلاج الجديد: خطوة نحو الشفاء الذاتي للعين

بحسب تقرير نشرته مجلة "ساينس أليرت" المتخصصة في العلوم، يعتمد العلاج الجديد على استخدام مركب من الأجسام المضادة الذي يعمل على حجب البروتين "Prox1"، والذي يتداخل مع آلية تجديد الخلايا العصبية في شبكية العين. يعتبر هذا البروتين عاملًا أساسيًا في تنظيم الخلايا، ولكنه في حالة التلف أو الإصابة في العين يعيق عملية التجديد الطبيعية للخلايا العصبية.

يتميز هذا العلاج بقدرته على إيقاف تأثير "Prox1" على الخلايا المسؤولة عن تجديد الأعصاب البصرية في شبكية العين، وتحديدًا على خلايا مولر الدبقية (MG)، وهي خلايا دعم في شبكية العين لها القدرة على التحول إلى خلايا عصبية جديدة لإصلاح التلف الحاصل. عندما يتعرض العصب البصري للتلف، يبدأ بروتين "Prox1" في التأثير على هذه الخلايا، مما يعطل قدرتها على التجدد والتفاعل بشكل صحيح مع البيئة المحيطة.

وبفضل هذا العلاج الجديد، يمكن تحفيز قدرة العين على الشفاء الذاتي واستعادة الخلايا العصبية المفقودة، وبالتالي تحسين القدرة على الرؤية.

الاختبارات الأولية على الفئران: نتائج واعدة

في التجارب الأولية التي أُجريت على الفئران، أظهرت النتائج تحسنًا ملحوظًا في قدرة هذه الحيوانات على الرؤية، حيث تمكّنت الخلايا العصبية الجديدة في شبكية العين من إتمام عملية التجدد، وهو ما يعتبر اختراقاً علمياً قد يؤدي إلى تغيرات جذرية في معالجة أمراض العين العصبية.

كما أظهرت الدراسات أن الفئران التي تم علاجها باستخدام الأجسام المضادة المُركبة قد استعادت القدرة على الإبصار بشكل تدريجي، وهذا ما يعد فتحًا علميًا جديدًا في عالم طب العيون، حيث يُعتبر تجديد الخلايا العصبية في شبكية العين من التحديات الكبرى في مجال الطب العصبي.

رغم أن العلاج تم اختباره فقط على الفئران، فإن الباحثين أعربوا عن أملهم الكبير في إمكانية تطبيقه على البشر في المستقبل القريب، مع تأكيدهم أن النتائج الأولية تشير إلى نجاح العلاج في تحسين وظيفة العين بشكل ملحوظ.

كيف يعمل العلاج على تجديد الأعصاب؟

يستند العلاج على مركب من الأجسام المضادة التي تقوم بحجب البروتين "Prox1"، الذي يؤثر سلبًا على الخلايا الداعمة في الشبكية. خلايا مولر الدبقية هي خلايا غير عصبية في شبكية العين، لكنها تلعب دورًا محوريًا في تجديد خلايا الأعصاب في حال حدوث إصابة. وعادةً ما تواجه هذه الخلايا صعوبة في استعادة قدرتها على العمل عند تأثرها بالأضرار الناتجة عن التهابات أو تلف الأعصاب البصرية.

لكن مع تعطيل تأثير البروتين "Prox1"، تبدأ خلايا "مولر الدبقية" في استعادة قدرتها على التحول إلى خلايا عصبية، مما يعيد بناء الشبكية ويساعد على إصلاح الأعصاب التالفة. هذه الآلية الحيوية تُعتبر بمثابة تحفيز للشفاء الذاتي للعين، ما يعزز القدرة على استعادة بعض الوظائف البصرية المفقودة.

إعادة الأمل لملايين فاقدي البصر حول العالم

يؤكد الباحثون أن هذه التقنية قد توفر فرصة ذهبية للعديد من المرضى الذين فقدوا قدرتهم على الرؤية نتيجة للإصابات أو الأمراض العصبية مثل التنكس البقعي، والتهاب الشبكية الصباغي، وضمور العصب البصري. في الوقت الحالي، تتوفر طرق علاج محدودة لهذه الأمراض، وغالبًا ما تكون نتائجها غير فعّالة في استعادة الرؤية بشكل كامل.

هذا الاكتشاف يقدم بارقة أمل لأولئك الذين يعانون من أمراض العيون العصبية، وخاصة لأولئك الذين لم تكن لديهم أي خيارات علاجية فعّالة لاستعادة الرؤية. ففي الوقت الذي تركز فيه العلاجات الحالية على إبطاء تقدم المرض أو تحسين الراحة، فإن العلاج الجديد قد يقدم حلاً جذريًا يسمح بــ تجديد الخلايا العصبية بشكل طبيعي، وهو ما قد يعيد الأمل لملايين فاقدي البصر حول العالم.

تحديات ومستقبل العلاج

على الرغم من النتائج الواعدة التي تم الوصول إليها في الاختبارات على الفئران، إلا أن العلماء يؤكدون أن الطريق إلى تطبيق هذا العلاج على البشر لا يزال طويلًا. فقد يواجه العلاج العديد من التحديات المتعلقة بالسلامة والفعالية، إضافة إلى ضرورة إجراء تجارب سريرية موسعة لتحديد التأثيرات طويلة المدى.

لكن مع التقدم العلمي المستمر، فإن هذه الابتكارات الطبية قد تُمهد الطريق لعلاج أكثر فعالية لأمراض العين العصبية. الباحثون يأملون في أن العلاج الجديد يمكن أن يكون أحد الحلول المستقبلية التي تسمح بــ استعادة البصر حتى لأولئك الذين أصيبوا بفقدان الرؤية نتيجة لأمراض شبكية العين.

طفرة علمية في علاج العمى العصبي

الدواء التجريبي الذي تم تطويره في كوريا الجنوبية يُعد خطوة تاريخية نحو استعادة الرؤية لفاقدي البصر، ويعيد الأمل لملايين المرضى الذين فقدوا نعمة البصر بسبب أمراض العين العصبية. ورغم أن النتائج الأولية جاءت إيجابية، إلا أن الطريق أمام التطبيق البشري لا يزال يتطلب مزيدًا من البحث والتجارب. ومع ذلك، يبقى هذا الاكتشاف بمثابة ثورة علمية في عالم الطب العصبي، قد تكون نتائجها ذات تأثير عميق على حياة المرضى في المستقبل

تم نسخ الرابط