عاجل

محامي الأمن القومي الأمريكي: زيارة ترامب للسعودية تعكس طبيعة التحالفات المعقدة

 إيرينا تسوكرمان
إيرينا تسوكرمان

أكدت إيرينا تسوكرمان " محامي الأمن القومي الأمريكي"، أن زيارة الرئيس ترامب الحالية إلى المملكة العربية السعودية تأتي في لحظة محورية ضمن المشهد الجيوسياسي الأوسع، موضحة أن الزيارة تهدف إلى مناقشة مجموعة من القضايا الإقليمية، من الصراع في غزة إلى الوضع في سوريا، إضافة إلى التعاون الأميركي السعودي في مجالات تشمل صفقات التكنولوجيا والاتفاقيات النووية المدنية.

وأشارت تسوكرمان في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم" إن تأثير الزيارة على هذه القضايا ليس مباشراً، حيث تتباين توقعات السعودية وترامب في عدة نقاط رئيسية" غزة- السعودية "كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، ترى السعودية أن الصراع في غزة يتجاوز مجرد إدارة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، فالمملكة تسعى لتقديم نفسها كمدافع عن حقوق الفلسطينيين، ليس فقط كمبدأ، بل أيضاً في إطار تنافسها الإقليمي مع إيران وتركيا.

وأوضحت محامي الأمن القومي الأمريكي أن تركيز الرياض ينصبّ أكثر على صورتها كقائد أخلاقي للعالم العربي، وليس فقط على علاقتها بإسرائيل، حيث تقلق السعودية من النفوذ الإيراني في غزة ومحاولات طهران استخدام حماس كوكيل، فزيادة نفوذ إيران في غزة يُعد تهديداً لدور السعودية القيادي ويعزز الانقسام الطائفي.

وتابعت تسوكرمان، إن المملكة ترى أن دور تركيا المتنامي في القضية الفلسطينية يمثل تحدياً لمكانتها، إذ يستخدم الرئيس أردوغان هذه القضية لتعزيز نفوذ بلاده، وتسعى السعودية لتقديم نفسها كوسيط رئيسي في مفاوضات تبادل الأسرى، بهدف تعزيز دورها كصانع سلام وتقويض نفوذ حماس لصالح السلطة الفلسطينية، أما ترامب، فيركز أكثر على العلاقة الاستراتيجية مع إسرائيل، ويدعو لمحادثات سلام تضمن تقييد وكلاء إيران وتكليف السلطة الفلسطينية بالتمثيل الشرعي للفلسطينيين.

صفقات التكنولوجيا والاتفاقات النووية المدنية 

وحول الصفقات التكنولوجية والاتفاقات النووية ، قالت إيرينا أن الرئيس ترامب يسعى لبناء شراكات تكنولوجية كبرى مع السعودية، في مجالات الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، والأمن السيبراني، تماشياً مع رؤية السعودية 2030، كما يتفاوض الطرفان حول اتفاق نووي مدني، ويريد ترامب من خلاله إشراك شركات أميركية في تطوير الطاقة النووية في المملكة.

وأوضحت محامة الأمن القومي الأمريكي أن مطالبة ترامب باستثمارات بقيمة تريليون دولار تبدو طموحة للغاية، نظراً لتعقيدات الصفقات، وحساسيات الانتشار النووي، والتكلفة المحتملة للهيمنة التقنية الأميركية. ومع ذلك، فإن التزام السعودية بالتكنولوجيا قد يحقق أرباحاً ضخمة للشركات الأميركية، حتى وإن لم يتحقق الرقم الكامل.

وأنهت إيرينا تعليقها بالقول: "خلاصة زيارة ترامب للسعودية تعكس الطبيعة المعقدة والمتغيرة للتحالفات في المنطقة، مع سعي المملكة لترسيخ موقعها كقوة إقليمية بارزة، في وقت تحاول فيه الموازنة بين علاقاتها مع تركيا وإيران والصين".

تم نسخ الرابط