5 إشارات صامتة يطلقها جسمك عند نقص الكالسيوم.. تعرف عليها

في صخب الحياة اليومية، قد نهمل بعض العلامات الجسدية البسيطة، ونعتبرها نتيجة للإرهاق أو الإجهاد. لكن في بعض الأحيان، تكون تلك الإشارات جرس إنذار مبكر لنقص أحد أهم المعادن في الجسم الكالسيوم.
فالكالسيوم ليس فقط حجر الأساس في بناء العظام والأسنان، بل إنه يؤدي دورًا بالغ الأهمية في الحفاظ على توازن العضلات، وظيفة الأعصاب، انتظام ضربات القلب، بل وحتى في عمليات التفكير والذاكرة.
فما هي أبرز الأعراض التي تُنذر بنقص الكالسيوم؟ وكيف يؤثر هذا النقص على وظائف الجسم الحيوية؟
تقلصات عضلية مؤلمة ومفاجئة
إذا كنت تعاني من تقلصات عضلية متكررة، خصوصًا أثناء النوم أو بعد الوقوف الطويل، فقد يكون هذا أول مؤشر على نقص الكالسيوم في جسمك.
فهذا المعدن الحيوي يُسهم في تنظيم انقباض العضلات واسترخائها، وعند نقصه، تصبح العضلات في حالة من التوتر الدائم، مما يؤدي إلى نوبات مؤلمة من الشد العضلي، غالبًا في الساقين والذراعين.
وفي بعض الحالات، قد يتطور الأمر إلى ارتعاشات عضلية لا إرادية أو شعور بالضيق العضلي المزمن، ما يُضعف قدرة الجسم على الحركة الطبيعية.
وخز وتنميل في الأطراف والوجه
الإحساس بـ وخز يشبه دبابيس الإبر في أصابع اليدين أو القدمين، أو حتى في الشفتين والوجه، قد يُشير إلى تدهور في وظيفة الجهاز العصبي نتيجة نقص الكالسيوم.
فالكالسيوم ضروري لنقل الإشارات العصبية بين الدماغ وبقية أجزاء الجسم. وعند انخفاض مستواه في الدم، تبدأ الأعصاب بإرسال إشارات غير منتظمة، مما يُسبب شعورًا بالخدر أو التنميل، وأحيانًا شعورًا بالبرودة في الأطراف رغم دفء الجو.
إرهاق دائم وشعور عام بالوهن
هل تشعر أن طاقتك تستنزف بسهولة؟ أو أنك تُرهق سريعًا من مهام بسيطة؟ نقص الكالسيوم قد يكون هو السبب.
فمع مرور الوقت، يُؤثر هذا النقص على كفاءة الأعصاب والعضلات، ما يجعل الشخص يُعاني من ضعف في التركيز، وخلل في التوازن، وشعور بالإرهاق المزمن حتى دون مجهود يُذكر. كما أن نقص الكالسيوم يؤثر على جودة النوم، ما يزيد من الإحساس بالتعب نهارًا.
خلل في نبضات القلب
في الحالات المتقدمة من نقص الكالسيوم، تبدأ عضلة القلب بالتأثر مباشرة. وقد يشعر المصاب بنبضات قلب غير منتظمة، إما بتسارع أو تباطؤ مفاجئ في النبض، أو إحساس بالخفقان.
ذلك لأن الكالسيوم يدخل في تنظيم الإشارات الكهربائية المسؤولة عن انقباض وانبساط عضلة القلب، وأي خلل في توازنه يؤدي إلى اضطراب في هذا النظام الدقيق، وهو ما يستدعي تدخلًا طبيًا سريعًا.
اضطرابات عصبية وخلل في وظائف الدماغ
لا يقتصر تأثير نقص الكالسيوم على الجسم فقط، بل يمتد إلى الدماغ. إذ تؤكد دراسات حديثة أن انخفاض مستويات الكالسيوم قد يُسبب في بعض الحالات نوبات تشنج عصبي، تشبه نوبات الصرع، خاصةً إذا كان النقص شديدًا ومهملًا لفترة طويلة.
كما يمكن أن يؤدي إلى تدهور في الذاكرة قصيرة المدى، صعوبة في التركيز، الشعور بالارتباك الذهني، وأحيانًا حالات من الاكتئاب أو التقلبات المزاجية.
ما الذي يسبب نقص الكالسيوم؟
نقص في تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل منتجات الألبان والخضروات الورقية.
- انخفاض مستوى فيتامين D الذي يساعد على امتصاص الكالسيوم.
- اضطرابات في الغدة الجار درقية.
- الحمل والرضاعة دون تعويض كافٍ للكالسيوم.
- بعض الأدوية مثل مدرات البول أو أدوية الكورتيزون.
كيف تتصرف؟
إذا لاحظت أحد هذه الأعراض بشكل متكرر، فالأفضل:
- إجراء فحص دم لقياس نسبة الكالسيوم.
- تناول أطعمة غنية بالكالسيوم يوميًا مثل: الجبن، اللبن، السبانخ، السردين، المكسرات.
- استشارة طبيب مختص قبل تناول المكملات الغذائية، خصوصًا لمن يعانون من أمراض مزمنة.
الكالسيوم ليس عنصرًا تكميليًا، بل هو ركيزة أساسية لصحة الإنسان، ونقصه قد يؤثر على القلب، الأعصاب، العضلات، والدماغ. ولأن أعراضه قد تكون خفية أو تُشبه حالات أخرى، فإن الانتباه المبكر لها ومعالجتها يُجنبك مضاعفات خطيرة.