موقف غير محسوم
القرار بيد بوتين.. ترامب يدرس حضور محادثات روسيا وأوكرانيا في تركيا

كشف مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن حضور الأخير لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في تركيا، المقررة يوم الخميس المقبل، لا يزال غير محسوم، ويعتمد بدرجة كبيرة على مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اللقاء.
وقال المسؤول في تصريحات لشبكة "CNN" إن المشهد لا يزال "ديناميكيًا للغاية"، مضيفًا أن "لا أحد يعرف على وجه الدقة كيف ستتطور الأمور يوم الخميس".
ضغوط دبلوماسية
وكان ترامب قد صرّح خلال فعالية بالبيت الأبيض تتعلق بأسعار الأدوية، أنه يفكر في التوجه إلى تركيا إذا كان ذلك سيسهم في دعم المحادثات، قائلًا: "أعتقد أن لقاء الخميس في تركيا بين روسيا وأوكرانيا قد يحقق نتائج جيدة... كنت أفكر فعليًا في السفر إلى هناك".
وبحسب المصدر ذاته، فإن مجرد احتمال مشاركة ترامب في المحادثات، شكّل نوعًا من الضغط السياسي على بوتين، حيث أثار ذلك اهتمامًا دوليًا إضافيًا بالاجتماع المنتظر.
وفد أمريكي رفيع في اسطنبول
ورغم الغموض حول مشاركة ترامب شخصيًا، أكد المسؤول أن المبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، سيحضران المحادثات في اسطنبول. وأوضح مصدر مطلع آخر أن ويتكوف أكد حضوره، حيث سيكتفي الوفد الأمريكي بمراقبة مجريات اللقاء الذي تُسهّله تركيا.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أعلن بالفعل توجهه إلى تركيا لحضور الاجتماع، الذي جاء بمبادرة أولية من بوتين، ثم بدعم مباشر من إدارة ترامب بهدف دفع الأطراف نحو حل سياسي.
خلفية النزاع الروسي الأوكراني
تعود جذور النزاع بين روسيا وأوكرانيا إلى عام 2014، حين ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم، وهو ما تبعته مواجهات عسكرية في إقليم دونباس شرق أوكرانيا. ومنذ ذلك الحين، توترت العلاقات بين موسكو وكييف، وتدخل المجتمع الدولي بوساطات عدة دون نجاح حاسم. ومع تصاعد العمليات العسكرية في السنوات الأخيرة، عاد ملف الحرب الروسية الأوكرانية إلى صدارة الأجندة الدولية، وسط دعوات متكررة لوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.
دور تركيا الوسيط
برزت تركيا كوسيط نشط في النزاعات الإقليمية خلال السنوات الأخيرة، مستفيدة من علاقاتها المتوازنة مع كل من روسيا وأوكرانيا. واستضافت أنقرة عدة جولات تفاوضية غير رسمية، كان أبرزها في إسطنبول عام 2022، حين جرى أول لقاء مباشر بين وفدي البلدين منذ بداية الحرب الشاملة. وتسعى تركيا اليوم لاستعادة هذا الدور، وسط دعم أمريكي وأوروبي مشروط بنجاح أي تسوية مستقبلية تضمن احترام السيادة الأوكرانية وتوقف التصعيد العسكري.