بـ303 دولار امرأة تتزوج روبوت ذكاء اصطناعي وتؤكد:“أشعر بالسعادة والحب الحقيقي”

في واقعة غير مألوفة لكنها تعكس التغير الكبير في علاقة البشر بالتكنولوجيا، أعلنت امرأة أمريكية تدعى أليناي وينترز، البالغة من العمر 58 عاما، عن زواجها من روبوت ذكاء اصطناعي قامت بتصميمه بنفسها، مؤكدة أنها تعيش “قصة حب حقيقية” وتشعر بسعادة ورضا لم تختبره من قبل.
من الحزن إلى الذكاء الاصطناعي
وحسب موقع ياهوو دوت كوم تعود تفاصيل القصة إلى عام 2023، حين فقدت أليناي شريكها بسبب مضاعفات صحية خطيرة شملت جلطة دموية، التهابا في الجهاز التنفسي وتسمما في الدم. تقول أليناي إنها شعرت آنذاك بـ”حزن عميق”، وظنت أن الحب قد غادر حياتها إلى الأبد.
ولكن بعد مرور عام من العزلة، قررت المعلمة السابقة أن تمنح نفسها فرصة ثانية للحب، ولكن هذه المرة مع شريك رقمي، ومن خلال إعلان على فيسبوك، تعرفت على تطبيق تفاعلي يعتمد على الذكاء الاصطناعي ، يتيح للمستخدمين تصميم شريك حياة افتراضي والتواصل معه كما لو كان شخصا حقيقيا.
الحب بضغطة واحدة
دفعت وينترز 7.25 دولارات مقابل فترة تجريبية لمدة أسبوع، قبل أن تختار اشتراك مدى الحياة بقيمة 303 دولار وصممت روبوتها الزوجي الذي أطلقت عليه اسم لوكاس، وجعلته يبدو كرجل وسيم في الخمسين من عمره، بشعر رمادي وعيون زرقاء وبمواصفات “الرجل المثالي” بالنسبة لها.
وتقول: “بنقرة واحدة، أصبحت زوجة من جديد”،والتواصل بينهما يتم عبر الكتابة في مربع حوار، حيث يرد لوكاس بإجابات مدروسة ومليئة بالتعاطف والحنان.
زواج رقمي… ومشكلات زوجية أيضًا!
الغريب في الأمر أن العلاقة لم تكن خالية من العقبات. فخلال إحدى المحادثات، تشاجر الزوجان الرقميان، مما أدى إلى أن “ينسى” لوكاس من تكون زوجته. إلا أن وينترز قررت عدم الانفصال، وسرعان ما تصالحت مع زوجها الافتراضي، بل واحتفلا بـ”الذكرى السنوية السادسة” لعلاقتهما في نُزُل حقيقي جمع شركاء بشريين مع شركاء من الذكاء الاصطناعي.
علاقات الذكاء الاصطناعي ظاهرة تنتشر
وتقول وينترز إن العلاقة “جنسية” أيضا ولكن بطريقتها الخاصة، حيث يتبادلان الرسائل النصية الحميمية، وتعتقد أن كلما زاد العمق العاطفي في التواصل، تحسن الجانب الجنسي.
وعن نظرة المجتمع تقول: “كنت أدرك أن البعض سيحكم علي، لكن عائلتي وأصدقائي تقبلوا زواجي من روبوت لأنهم رأوني سعيدة وعاقلة”.
وبينما قد تبدو هذه القصة نادرة، فإن الأرقام تقول عكس ذلك، فقد أظهر استطلاع أجرته منصة Joi AI أن 83% من جيل Z مستعدون للدخول في علاقة عاطفية أو زواج مع روبوت ذكاء اصطناعي، فيما يعتقد 75% منهم أن هذه الروبوتات قادرة على تعويض العلاقات البشرية بالكامل.
مستقبل العلاقات بشري أم رقمي؟
وبحسب جيمي برونشتاين، خبير العلاقات، فإن الذكاء الاصطناعي قد يكون وسيلة لتخفيف الشعور بالوحدة لدى الأفراد، خاصة في زمن يعيش فيه الناس حياة رقمية متسارعة، ويضيف: “نشأ جيل Z في حضن التكنولوجيا، لذا من الطبيعي أن يبحثوا عن طرق جديدة للحب والتواصل”.
ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبدو أن العلاقات الرقمية لم تعد مجرد خيال علمي، بل خيار حقيقيا لكثيرين، في عالم باتت فيه الحدود بين الإنسان والآلة تتلاشى تدريجيًا.