كنا بنأدبها.. القبض على المتهمين في فيديو تعذيب طفلة بالشرقية

في واقعة مؤسفة أثارت موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، كشفت وزارة الداخلية ملابسات مقطع فيديو تم تداوله مؤخرًا، تتضرر خلاله إحدى السيدات من تعرض طفلة صغيرة للضرب المبرح على يد مجموعة من الأشخاص بمحافظة الشرقية، ما أدى إلى إصابتها بكدمات متفرقة في أنحاء جسدها، في مشهد صادم ومؤلم أثار تساؤلات حول ظروف الواقعة ودوافعها.
تفاصيل واقعة تعذيب طفلة بالشرقية
وبالفحص والتحقيق، تبين أنه في يوم 9 من الشهر الجاري، ورد بلاغ إلى مركز شرطة الزقازيق من سيدتين تصحبهما طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، وتظهر عليها علامات الإصابة والكدمات، حيث أفادتا بأن الطفلة تعرّضت للتعدي بالضرب من قبل ثلاث سيدات وعامل، مما ألحق بها إصابات بدنية واضحة.
وفور تلقي البلاغ، كثفت أجهزة الأمن جهودها، ونجحت في ضبط المشكو في حقهم. وبمواجهتهم، أقروا بالواقعة وادعوا أن الطفلة كانت تقيم لديهم بشكل مؤقت نظرا لكون والدتها "مُقيدة الحرية" على ذمة إحدى القضايا، وأن ما قاموا به من ضرب واعتداء كان بدعوى "تأديبها" وليس بقصد الإيذاء الجسيم.
هذا الاعتراف أثار صدمة كبيرة، حيث لا يمكن تبرير العنف ضد الأطفال تحت أي مسمى، خاصة في ظل وجود بدائل قانونية وإنسانية للتعامل مع سلوك الأطفال، وهو ما شددت عليه أجهزة الأمن التي تعاملت مع الواقعة بمنتهى الجدية والحسم.

وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهمين، وأحيلوا إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق في الواقعة، وسط متابعة مجتمعية وإعلامية واسعة نظرا لحساسية القضية المرتبطة بحماية حقوق الطفل وسلامته الجسدية والنفسية.
وتؤكد وزارة الداخلية مجددًا أنها لن تتهاون مع أي وقائع تتضمن إساءة معاملة الأطفال أو تعريضهم للخطر، وأنها تضع حماية القصر في مقدمة أولوياتها، داعية المواطنين إلى سرعة الإبلاغ عن مثل هذه الوقائع، لضمان سرعة التدخل وحماية الأطفال من أي انتهاكات أو إساءات.
كما تدعو كافة فئات المجتمع إلى تعزيز ثقافة الرفق بالأطفال، والتأكيد على أن العنف ليس وسيلة تربية، بل جريمة يعاقب عليها القانون، وتترك ندوبًا قد تمتد مدى الحياة في نفس الطفل وجسده.